موقع نيوز "1"

إيتمار ليفين

ترجمة حضارات

كان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يحكم السياسة التركية منذ سنوات، ويغير المصلح الليبرالي، الذي تحول إلى قومي-سلطوي بطريقة لم يتم القيام بها منذ أيام كمال أتاتورك قبل 100عام.

إنه يواجه انتخابات مصيرية في مايو، حيث يرتفع التضخم، وتنهار الليرة، ويدعي خصومه أن مستقبل الديمقراطية يعتمد على الاحتواء، ثم اهتزت الأرض.

وفي اليوم التالي للكارثة، أعلن أردوغان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في عشر مناطق، وتخصيص 5 مليارات دولار كمساعدات فورية، وفي غضب صريح، وصف أردوغان انتقاد جهود الإنقاذ بأنه "أخبار كاذبة وخداع"، وحذر من أن حكومته ستتصرف ضد من يحاولون إحداث فوضى اجتماعية.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، أشارت صحيفة واشنطن بوست، أن مكتب المدعي العام في إسطنبول أعلن عن تحقيق جنائي ضد اثنين من الصحفيين انتقدا استجابة الحكومة للكارثة.

قد يمتص أردوغان النغمات السياسية بكامل قوتها، فقبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية -وقد تحدد الصدمة مصيره السياسي- هناك غضب متزايد من الفشل في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض.

وقبل أسبوعين فقط من وقوع الزلزال، هاجم زعيم معارض بارز في مقاطعة تاي حكومة أردوغان لعدم الاستعداد بشكل كاف لمثل هذه الكارثة.

أردوغان، الذي يشرف شخصياً على الاستجابة للكارثة، يحاول استباق معالجة الأمر -ادعاءات حول عدم الاستعداد- وأساليب البناء الفاشلة، والفاسدة، واستخدام الأموال التي تهدف إلى تعزيز المباني.

قال "سونر كاجافتي" -الخبير في الشؤون التركية- لصحيفة The Post في اليوم التالي للزلزال: "إن أردوغان قد يواجه مشكلة سياسية حقيقية إذا لم تكثف الحكومة جهود الإنقاذ والإغاثة عدد كبير من الناس بسرعة، ويعتقد أن الـ 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة من حيث حياته المهنية".

ويشير المعلقون إلى أن تركيا لديها تاريخ من الزلازل الهائلة، في عام 1999 قتل 17000 شخص وأصيب 40.000 في زلزال بالقرب من إسطنبول.

وكشفت الكارثة فشل أساليب البناء في العديد من المباني في تركيا، فضلاً عن عدم كفاءة الدولة العلمانية -التي ساعدت في صعود أردوغان المتدين إلى السلطة- أكثر من موجات الرغبة العامة في التغيير والحكومة الفعالة.  

لكن وعد أردوغان بالتغيير أصبح الآن موضع شك، خاصة بعد سنوات تفاخر فيها أردوغان بإنجازات حكومته.

وفي عام 2018، وافقت تركيا على تشريعات في مجال الزلازل، لكنها بقيت في الغالب على الورق، اعتاد أردوغان على تقديم قطاع البناء باعتباره جوهرة تاج الاقتصاد التركي، تبدو المباني المنهارة وكأنها استهزاء بحكمه.

وهناك طرق أخرى لتحليل الوضع السياسي الحالي، قد يؤدي عمق الأزمة والحاجة إلى التوحيد إلى خلق مشكلة للمعارضة التي من المتوقع أن تظهر الدعم للحكومة أثناء وقوع كارثة.

قد يستفيد أردوغان وحزبه حتى من معالجة الأزمة، طالما أن أردوغان يظهر على الأرض ويحافظ على الزخم حتى الانتخابات بوعود بإعادة تأهيل واسعة النطاق.

يمكن استخدام نطاق المساعدات الدولية لتركيا من قبل أردوغان لتقليل التوتر مع الغرب.

لكن إلى هذا الحد، قد يجد أردوغان نفسه يخوض معركة احتواء داخلية، في العقدين الماضيين، خلق لنفسه صورة لسلطة مرعبة وحاكم فعال، قد تنهار تلك الصورة التي واجهها عام 1999.

تحدى الزلزال السابق أيديولوجية الدولة التي أسسها أتاتورك وقوض ثقة الأتراك في قدرة الدولة على العناية بهم وحل المشكلات، الآن قد تظهر نفس المشاعر تجاه أردوغان.