وسائل الإعلام الإسرائيلية: ربما يكون العرب محميين من الزلازل
هآرتس
حنين مجادلة
ترجمة حضارات
تسبب الزلزال الذي أودى بحياة الآلاف من السوريين والأتراك هذا الأسبوع في حالة من الذعر المبرر في "إسرائيل".
وتألق المعهد الجيولوجي في البيانات الإخبارية، وأصبح خبراء الزلازل من المشاهير، وتوقعات مخيفة، وتحقيقات لا حصر لها حول جاهزية المستوطنات الإسرائيلية، وجداول حول مخاطر الكوارث المحلية.
علاوة على ذلك، من المثير للاهتمام ألا يظهر العرب في أي طاولة، ربما لا ينبغي أن يتضرروا من الزلزال، هم ليسوا في خطر كبير، على الأقل ليس حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وإلا فلا يوجد تفسير لجدول "المدن الأكثر عرضة لخطر الزلزال" الذي نشرته "أخبار 12"، والذي جاء فيه أن المدن الأكثر عرضة للخطر هي كريات شمونة، وصفد، وطبرية، والعفولة، وميغدال هاعمك، وكاتسرين.
والغريب -نعم- كريات شمونة ولكن ليس مجدل شمس المجاورة؟، وليس طوبا الزنغرية جارة صفد؟، وليست عيلبون جارة طبريا؟، أليس الناصرة وأكسال جيران مجدال حاعمك والعفولة؟.
وفقاً لوسائل الإعلام السائدة، ربما تكون المدن والقرى العربية هي أكثر الأماكن أماناً في "إسرائيل"، ربما لأنهم لا يجلسون على القرن السوري الأفريقي، على عكس جيرانهم اليهود القريبين حقاً.
هناك احتمال آخر يتعلق بالبنية التحتية في البلدات العربية، ومن الواضح أن هذه بلدات تم بناؤها بطريقة آمنة وشاملة، وبالتالي فهي أكثر استعداداً للزلازل من المستوطنات اليهودية.
وبالمناسبة، ليس فقط في سيناريوهات الكوارث لسنا محسوبين في التغطية الإعلامية، حتى بالنسبة لمؤشر الفقر لعام 2021 (أيضًا في عام 2022)، كما نُشر في "يديعوت أحرونوت"، لم نتمكن من البدء.
اتضح أن باقة العربية وأم الفحم وسخينين وكفر ياسيف أغنى من أشدود ونتانيا وبيت شميش وبئر السبع، ومن حسن الحظ أنه حتى في ترتيب أغنى مدن وبلدات "إسرائيل" للعام 2021-2022 المنشور في "واللا" لم يجدوا مكاناً لنا.
الملخّص:
ثلاثة عناصر عشوائية من سنوات مختلفة وفي مواضيع مختلفة، والتي لا تمثل 20٪ من السكان: 20٪ من الأفقر في "إسرائيل"، و 20٪ من أولئك الذين يتعرضون لخطر أكبر أثناء الزلزال بسبب التمييز والإهمال الجنائي في مجال البناء والتخطيط نسبة 0٪.
الآن علينا أن نتخيل سيناريو يحدث فيه زلزال في "إسرائيل"، لا يميز على أساس العرق أو الدم أو الجنسية، ويضر بمدينتين متجاورتين، يهودية وعربية، ماذا تعتقدوا سوف يحصل؟
في المدينة اليهودية، سيكون هناك مركز للشرطة العسكرية، وستقوم وسائل الإعلام باستطلاع ومقابلة الناجين الذين عانوا من الصدمة والخسارة، وسيكون هناك ممثلون عن لجنة التوجيه الوزارية للتحضير للزلازل، والتي لا تشمل العرب، و والتي ستتألف من أحزاب يمينية وحتى أكثر يمينية.
وزير الإسكان والبناء "يتسحاق غولدكنوبف" سيأتي إلى مكان الحادث ويعد بإعادة بناء العائلات اليهودية التي تُركت بلا سقف فوق رؤوسهم؛ لأن اليهودي لا يتخلى عن يهودي!.
الطريق إلى المدينة العربية سينسيها الجميع، ربما باستثناء فرات نصار، الذي سيقدم تقريراً من الناصرة ويرى وجهه في الساحة الصغيرة على شاشة التلفزيون، بينما ستنقل الصورة الكبيرة من المدينة اليهودية.
وسيأتي رئيس البلدية إلى المدينة العربية ويقول إنه تحدث عبر الهاتف مع اللجنة المشتركة بين الوزارات وأعطوه وعودًا، لكن نظرًا لعدم وجود خطط تمهيدية، فربما لا يوجد الكثير للقيام به في الوقت الحالي.
بعد عقدين من الزمان، سيأتي شاب متحمس من قناة تلفزيونية ستعيد البناء على أنقاض المؤسسة ليقوم بعمل مقال عن فشل الزلزال في المدينة العربية، وسيقدم تقريراً هو أن السكان ما زالوا ينتظرون وعود اللجنة التوجيهية.