خطاب "الحرب الأهلية" لنصر الله أداة لتعزيز الشرعية الداخلية والردع ضد إسرائيل

خطاب "الحرب الأهلية" لنصر الله أداة لتعزيز الشرعية الداخلية والردع ضد إسرائيل  


معهد بحوث الأمن القومي  

أرونا مزراحي  




حظيت الخلافات الداخلية في "إسرائيل" بشأن الإصلاح القانوني وموجة العمليات الفلسطينية باهتمام كبير في الخطاب الأخير (16 فبراير) للأمين العام لحزب الله، نصر الله الذي يصور هذه الأحداث على أنها أزمات حادة سببتها "الحكومة الإسرائيلية الغبية الحالية"، وهذا حسب قوله، علامة على اندلاع "حرب أهلية" وشيكة، عندما يعرب عن أمله في ألا تكمل "إسرائيل" 80 عامًا من الوجود.  




من الواضح في الخطاب أن نصرالله يتابع الأحداث في "إسرائيل" عن كثب، لكنه كالعادة يقدم تفسيره الخاص الذي لا يعكس بالضرورة الواقع، والذي يخدم احتياجاته، وذلك من أجل إظهار دوره الإيجابي في الدفاع عن لبنان أمام الجمهور العام في البلاد، سواء من أجل إقامة "معادلة الردع" تجاه "إسرائيل"، أو لتشويه وجه الولايات المتحدة أمام الجمهور اللبناني كمسؤولة عن جر لبنان إلى الفوضى.  




على خلفية ذلك، هناك تدهور مستمر للوضع في لبنان الذي يعاني من انهيار اقتصادي كامل وفراغ سياسي.

كما تأثر حزب الله بالأزمة الاقتصادية، وفي خطابه الذي تناول بإسهاب الوضع في لبنان، اعترف نصرالله حتى بأن "الأشخاص المحيطين بـ"حزب الله" يعانون من هذا الوضع.  




من المهم أن نتذكر أنه في نفس الوقت فشلت كل محاولات نصرالله لانتخاب رئيس جديد فشلاً ذريعاً، ومن الواضح أن نصر الله مستاء من ذلك.  




أما بالنسبة للمواجهة مع "إسرائيل" -فعلى الرغم من الروح القتالية التي حرص نصر الله على إظهارها في خطابه- يبدو أن أقواله كانت تهدف أساسًا إلى الحفاظ على "معادلة الردع" مع "إسرائيل"، ولا تعبر عن تغيير في الاتجاه في هذا الوقت.  




ويدل على ذلك أيضاً إشارته إلى اتفاقية الغاز بين "إسرائيل" ولبنان، حيث  يربط نصرالله في خطابه عبثية التأخير في إنتاج الغاز من الجانب اللبناني ببدء إنتاج الغاز في حقل "القرش"، ويدعي أنه إذا تبين أن المؤسسة التي تنوب عن لبنان تتباطأ، فلن يوافق على استمرار إنتاج الغاز في "القرش"، لكنه في الوقت نفسه يدعي أنه من الواضح أن إنتاج الغاز في لبنان يتطلب 3-4 سنوات أخرى.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023