معهد بحوث الأمن القومي
الدكتور يوئال جوزنسكي
في الوقت الذي تنشغل فيه "إسرائيل" بمشاكلها الداخلية، تتطلب العمليات الإقليمية المختلفة اهتمامًا سياسيًا، أحدها يتعلق بالفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في الشرق الأوسط والمخاطر التي قد تشكلها ذلك على "إسرائيل".
أدت أزمة المناخ والتأثير التراكمي لوباء كورونا والتداعيات المستمرة للحرب في أوكرانيا إلى تفاقم أوضاع عدة دول عربية بعضها على حدود "إسرائيل".
في حين أن أوضاع دول مثل مصر والأردن مريعة، إلا أن الوضع الاقتصادي لبعض منتجي النفط العرب في الخليج لم يكن أفضل من أي وقت مضى، وهذا الأمر يؤدي، من بين أمور أخرى، إلى زيادة اعتماد الأول على دول الخليج.
حضرت الأسبوع الماضي تجمعا للقادة العرب، كرّس رئيس جمهورية مصر العربية، أحد المتحدثين الرئيسيين، كلماته لوصف الوضع الصعب الذي يعيشه 105 ملايين مواطن في بلاده، ولتوجيه الشكر لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة التي يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون مواطن، والذي كان يجلس أمامه على المساعدات السخية لبلاده.
في الواقع، لولا المساعدات الهائلة من دول الخليج، لكان الوضع في مصر -أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان ولديها أكبر جيش- قد ساء، وهي ليست وحدها.
تظهر المسوحات المعمقة التي أجريت في الأشهر الأخيرة في الدول العربية أن المواطنين قلقون للغاية من التحديات الاقتصادية والبطالة والفقر وعدم وجود استجابة مرضية من الأنظمة العربية.
كما تغير المساعدة الاقتصادية وجهها عندما تتجه دول الخليج إلى شراء أصول الدولة وتتوقع عائدًا على ما تعتبره الآن استثمارًا.
وصرح وزير المالية السعودي مؤخرًا: "لم يعد هناك المزيد من الوجبات المجانية، لقد اعتدنا في الماضي تقديم المال دون قيد أو شرط ونحن نغير ذلك".
هل نحن أمام احتجاج شعبي إقليمي؟ ليس من الممكن التكهن متى ستندلع الصدمات الاجتماعية والسياسية مثل "الربيع العربي"، ومع ذلك، يبدو أن شروط تشكيلها موجودة.
إن تعميق الفقر، خاصة في دائرة الدول القريبة من "إسرائيل"، قد يؤدي إلى عواقب اجتماعية وصدمات سياسية كبيرة قد تصل أيضًا إلى عتبة بابنا.