الزعيم الذي وقف بوجه شعبه

القناة الـ12

إيهود يعاري

ترجمة حضارات


نتنياهو يعرف جيداً كيف يذكر نفسه -ربما لست متأكداً بعد الآن- من الضرر الذي يلحقه بالجمهور، وهو يدرك أن الملايين يعانون الآن من الكرب والاكتئاب، ويقضون أيامهم في حالة من القلق خشية أن ينهار المبنى في دوامة من التطرف الوهمي ومصالح الأطراف الضيقة.

إنه يقظ من الأضرار، سواء كانت شديدة أو محدودة، لاقتصاد الدولة، لكن الرج، الذي تم الإشادة به لمساهمته في إنعاش الاقتصاد يرفض العودة إلى رشده، وأي ثمن يستحق في عينيه لرفاهيته أن تتوقف، في الاستثمارات في التكنولوجيا الفائقة وتنفد الأموال، وتتوقف خطط التنمية ما هو كل هذا مقارنة بمصلحته الخاصة؟

إنه يفهم جيداً أنه يعرض للخطر الآن إنجازه العظيم في وزارته السابقة، "اتفاقيات إبراهيم"، الخطر -على حد علمي- حقيقي ووشيك، أرجوكم صدقوني، إنه يعلم، وبالطبع أنه لا يوجد اختراق مع السعودية أو حتى مع جيبوتي وعندما يترك خطط الضم والبناء والتدمير لسموتريش وبن غفير في الضفة الغربية على جدول الأعمال.

إنه يهز أسس النظام الأمني ​​بمؤامرات لنقل الصلاحيات في وزارة الجيش إلى بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا في عام 2017 في مقال مسبب إلى عدم التجنيد في الجيش الإسرائيلي، وحتى بوضع حرس الحدود وقوة الشرطة بأكملها بشكل أساسي بيد مهرج بلطجي، لا قدر الله سيسمح له بإشعال اللهب في رمضان، وهل من المفترض أن يجد هذا الرجل سبلًا لبناء تفاهم مع الأردن في الحرم القدسي؟ بكل تأكيد لا.

لقد رفض لسنوات التقاط صورة مشتركة مع بن غفير، وهرب منه حرفياً، لكنه على استعداد للسماح له بالعناية بسلامتنا، بالفعل؟ صدقوا أو لا تصدقوا، هذا بالضبط ما يحدث، وإن فتية التلال الذين يخالفون القانون هم إدارته، جنباً إلى جنب مع الأموال التي تفرخ على ظهر الحاخام أرييه وأفعال قداسة غولدكنوبف التي عشناها!

وغني عن البيان أنه يسعى لإخضاع النظام القضائي لاحتياجاته وإلغاء أي سيطرة على الوزراء وموظفيهم، المستشارون القانونيون في المنزل، القدرة على تحمل التكاليف لم تعد اعتباراً، وسيعين قضاة من خلال خدمه في الكنيست، والمحكمة العليا أصبحت عدواً قاسياً، إلياكيم روبنشتاين ، في نظره ملح الأرض (مع اللغة العربية بطلاقة وكذلك غطاء الرأس)، أصبح رمزًا للهراء بالنسبة له فقط ديفيد شمرون بقي لنا لنثق؟

إنه يهين ويسحق حزبه بفرح مفتوح، في اليوم التالي لنتنياهو سينقسم الليكود أو يتقلص أو يختبر موتاً بطيئاً مثل حزب العمل، والأنقاض تتراكم بالفعل، وبالطبع فإن دعم الولايات المتحدة ويهود الشتات وغيرهم يُسمح له بالمقامرة على كل هؤلاء دون قيود.

كل شيء يستحق في عينيه، أي ضرر يلحق بالبلد يتم تحمله من أجل غروره، مثل اليهودي لويس الرابع عشر، وإذا أمرتنا ماري أنطوانيت من الوطن الأم بأن نكتفي بالكعك، فسيطلب منا أن نطيعها، لكننا سنضيف الشمبانيا أيضاً احتراماً.

وأغلبية الشعب بمن فيهم غالبية ناخبيه أنهم سيتخلصون من غضبهم، والأشخاص الطيبون مثل جالانت وديختر وآخرين يخشون فتح أفواههم، حتى لو كانوا يخجلون من ذلك، والتصريح؟ نحن؟ فقدوا أقدامهم في المظاهرات والمطر والرياح، الشيء الرئيسي هو أنه ينجو من متاعبه ويستمر في فرض عقوبته على أمة بأكملها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023