احتجاج.. احتجاج.. احتجاج...

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات





صادق الكنيست يوم أمس على القسمين الأولين من الانقلاب: التعديل الأول لقانون الأساس: القضاء، والذي سيسمح للائتلاف بالسيطرة على لجنة اختيار القضاة، والتعديل الثاني الذي سيمنع المحكمة العليا من التدخل في القوانين الأساسية.

كان لدى التحالف أسباب وأعذار لا حصر لها للنزول من على الشجرة. سلسلة من الفقهاء المعارضين، صفوف الاقتصاديين من "إسرائيل" والعالم الذين حذروا من التداعيات المصيرية لخطة إضعاف نظام العدالة، فقد سلمهم رئيس الدولة الذي حبلًا، كما تدخل  الأمريكيون، ونبه مسؤولو نظام الأمن المتقاعدون.

بالأمس كان زعيم الليكود السابق دان ميريدور هو من خاطب نتنياهو من منصة التظاهرة ووصفه بأنه "لا يزال بإمكانك إيقافها الآن"، كما خاطب أعضاء الليكود: "أين أنتم؟ الأمر كله يتعلق بالزعيم؟ لا قيم؟ لا أخلاق ولا صدق؟"، لكن لم يستمع إليه أحد.

المحادثة التي أجراها رئيس الشاباك، رونان بار، مع أعضاء كبار في الائتلاف والمعارضة، ودعوته للعمل على تهدئة الأجواء، ويأتي ذلك بعد تقييمات لمصادر استخباراتية تفيد بأن التوترات في المجتمع وصلت إلى نقطة تعرض استقرار البلاد للخطر، استمع التحالف واستمر.

الاحتجاج الشعبي لمئات الآلاف الذين خرجوا إلى الشوارع حاملين العلم الإسرائيلي وعبروا عن ألمهم وخوفهم من المستقبل لم يساعد. كل هذا لم يساعد لأن التحالف مصمم على تدمير الديموقراطية الإسرائيلية، والمقاومة التي يواجهها تزيد من شهوته للتدمير؛ بينما احتج عشرات الآلاف خارج الكنيست، تجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -الذي استؤنفت محاكمته أمس، بمصادفة رمزية- تسوية تضارب المصالح التي وقعها، وفي بداية اجتماع حزب الليكود قال بلا خجل "اليوم يوجد تصويت، وآمل أن تفتح غدًا الطريق إلى المفاوضات ".

على المرء أن يجيب: الوقت قد انتهى يا نتنياهو. أغلقت نافذة الفرصة "للمفاوضات" التي فتحها يتسحاق هرتسوغ الأسبوع الماضي في خطابه التصالحي للأمة بصفعة مدوية على وجه رئيس الدولة ورئيس القضاء إستر حايوت الإسرائيلي، وللجمهور الإسرائيلي، حدث هذا عندما قرر تحالف D9 برئاسة من يريد تنفيذ خطة الهدم الخاصة به، وتمرير المواد الأولى من "الإصلاح" في القراءة الأولى.

تصويت الأمس له معنى واحد: أعضاء الائتلاف ليسوا مهتمين بالتوصل إلى حل وسط، لذلك لا فائدة من محادثات خاملة، إنه لا يسمى "التحدث" بمسدس موجه إليك، بل يسمى "استسلام".
 لا بديل أمام معارضي الانقلاب سوى الاحتجاج: الاستمرار فيه وتوسيعه وتقويته حتى يفهموا.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023