معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية تزداد تعقيداً

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


نجح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، 88 عاماً، في اجتياز فحص طبي روتيني في مستشفى رام الله يوم الثلاثاء، وهو يواصل حكم السلطة الفلسطينية رغم تقدمه في السن، لكن معارك الخلافة المريرة مستمرة رغم أنفه.

هذه المرة مرة أخرى على جدول الأعمال كبير المسؤولين فتح توفيق الطراوي، الذي كان رئيس المخابرات العامة في الضفة الغربية.

وكشف مسؤول كبير في فتح، اللواء الحاج إسماعيل جبر، في 21 شباط/فبراير، أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بدأت تحقيقا مكثفا مع توفيق الطيراوي، بحسب قوله، ومن المرجح أن يحكم عليه بالسجن ويطرد من اللجنة المركزية لحركة فتح، وعلق الطيراوي نفسه من عضوية اللجنة قبل بضعة أشهر بعد أن أدرك أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشريكه المقرب حسين الشيخ كانا يضايقانه.

قبل أشهر قليلة، سربت إلى وسائل الإعلام شهادات مسؤولي السلطة الفلسطينية في لجنة التحقيق في ملابسات وفاة ياسر عرفات، والتي تبين منها أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كانت له علاقات شخصية وسياسية سيئة مع ياسر عرفات، وكان ينافسه وكان له مصلحة واضحة في القضاء على عرفات.

استشاط أبو مازن غضباً بعد التسريبات التي قوضت موقفه في الشارع الفلسطيني وهو يبحث عن الانتقام.

المتهم الرئيسي في تسريب الأدلة في لجنة التحقيق إلى وسائل الإعلام هو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطراوي الذي ترأس لجنة التحقيق منذ عام 2009 وحتى اليوم.

اتخذ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ثلاث خطوات فورية ضد توفيق الطيراوي، وحرمه من أمنه الشخصي وعزله من رئاسة جامعة "الاستقلال" في أريحا، وأجبره على تجميد عضويته في اللجنة المركزية لحركة فتح، وعزله من منصب المسؤول عن التنظيمات الشعبية باسم حركة فتح وعين مكانه محمد المدني.

يدعي مقربي الطيراوي أنه تخلى عن هذه المناصب من تلقاء نفسه بسبب الضغط الشديد عليه من كبار المسؤولين في فتح وبسبب الرغبة في إثبات أنه ليس المسرب.

ومع ذلك، وبغض النظر عن التسريبات، يجري الآن التحقيق مع توفيق الطيراوي بشبهة فساد خطيرة، ويبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية قرر أخيراً إقصائه من ناحية سياسية.

العدو الأكبر لتوفيق الطيراوي هو حسين الشيخ، أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يعتبر نفسه خليفة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ففرصه متدنية للغاية في ظل السمعة السيئة التي يتمتع بها في الشارع الفلسطيني كشخص فاسد ومتحرش جنسياً، قبل بضعة أشهر تم تسريب شريط لوسائل الإعلام يُسمع فيه حسين الشيخ يشتم بشدة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مما يجعل نفسه غير مناسب فيما يتعلق بخليفة محتمل لمحمود عباس.

لكن القصة لم تنته بعد، وطالب خصوم حسين الشيخ في قيادة فتح بفتح تحقيق ضده للاشتباه في تورطه في تسميم ياسر عرفات.

يطالب عدلي صادق، القيادي البارز في حركة فتح، بالتحقيق مع حسين الشيخ للاشتباه بصلته بطبيب أسنان ياسر عرفات المشتبه بتسميمه لياسر عرفات وتوفي في ظروف غامضة، وطبيب الأسنان من أقارب حسين الشيخ.

معركة الخلافة مستمرة بكامل القوة والخسائر، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعمل بطريقة "فرق تسد" والصراعات بين كبار مسؤولي فتح لضمان حكمه، ولا ينوي التنحي عن المسرح السياسي الفلسطيني.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023