استشهد 11 مواطنين فلسطينيين بينهما اثنان مُسنان وطفل، اليوم الأربعاء، إثر إصابتهم برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما أصيب 102 آخرين بالرصاص الحي والشظايا والغاز، خلال المجزرة التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي بمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية.
واقتحمت قوات خاصة إسرائيلية، صباح اليوم، المنطقة الشرقية والبلدة القديمة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، تزامنًا مع دخول تعزيزات عسكرية للمدينة من عدة جهات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أسماء الشهداء الذين ارتقوا، وهم: المُسن عدنان سبع بعارة (72 عامًا)، محمد خالد عنبوسي (25 عامًا)، تامر نمر أحمد ميناوي (33 عامًا)، مصعب منير محمد عويص (26 عامًا)، حسام بسام اسليم (24 عامًا)، محمد عمر أبو بكر (23 عامًا)، وليد رياض الدخيل (23 عامًا)، المُسن عبد الهادي عبد العزيز أشقر (61 عامًا)، المسن عنان شوكت عناب (66 عاما)، والطفل محمد فريد شعبان (16 عامًا)، وجاسر جميل قنعير (23 عاما).
ومع شهداء مجزرة نابلس، ارتفع العدد الكلي منذ مطلع العام الجاري إلى 61 شهيدًا برصاص واعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين؛ بينهم 3 مُسنين و12 طفلًا، بالإضافة لأسير استشهد داخل سجون الاحتلال.
واستقبل مستشفى رفيديا الحكومي 47 إصابة بالرصاص الحي؛ بينها 3 بحالة خطيرة، ومستشفى نابلس التخصصي استقبل 20 إصابة، بينها إصابة حرجة في الظهر والبطن.
وأشارت إلى أن 15 إصابة بالرصاص الحي؛ بينها 3 إصابات حرجة، نقلت لمستشفى النجاح الوطني، و9 لمستشفى الاتحاد النسائي، بالإضافة لـ 11 إصابة في المستشفى العربي التخصصي.
وبدورها أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها الطبية تعاملت مع 488 إصابة خلال العدوان الإسرائيلي اليوم، على مدينة نابلس.
ووصفت مجموعات "عرين الأسود" في نابلس، الاشتباكات الدائرة بـ"معركة الشرف" قائلة: إن "أبطال عرين الأسود وكتيبة بلاطة يخوضون معركة الشرف، معركة الدفاع عن وجودكم جميعا، معركة البطولة والعزة والكرامة"، رفقة الأبطال من المجموعات المقاتلة الأخرى.
ودعت العرين، الغيورين وكل الشرفاء والأحرار، الرجال الذين لا يرضون العار ولم ينبطحوا للاحتلال، ولا يرضون على أنفسهم أن يقفوا موقف المتفرج، ولم يقبلوا أن تكون أنفسهم أدوات لخدمة الاحتلال للنزول للشوارع وحمل البندقية".
إدانات واسعة
وأدانت الرئاسة والحكومة وفصائل فلسطينية اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عشرة فلسطينيين، في مجزرة وسط مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، داعيةً إلى الانتقام لدمائهم، وتصعيد أعمال المقاومة.
وحمل الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، حكومة الاحتلال الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير الذي يدفع بالمنطقة نحو التوتر وتفجر الأوضاع.
وأكد أبو ردينة، أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس اليوم، تؤكد من جديد أهمية تحرك المجتمع الدولي فورا لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ووقف الإجراءات أحادية الجانب.
ومن جانبه وصف رئيس الوزراء محمد اشتية، العدوان على نابلس بالإرهاب المنظم الذي تسعى "إسرائيل" من خلاله إلى تصدير أزمتها الداخلية إلى الساحة الفلسطينية، مطالباً الأمم المتحدة بالكف عن سياسة المعايير المزدوجة.
وأعلنت القوى والفعاليات الوطنية وفصائل العمل الوطني في محافظة نابلس، الإضراب الشامل ليوم غدٍ الخميس حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا على أرض المحافظة.
ومن جهتها أكدت حركة "حماس"، فقالت إنّ حصار المقاوِمَيْن "اسليم" و"أبو بكر" وهدم المنزل فوقهما، واستهداف المدنيين والمسنّين والأطفال في المدينة، لن يكسر عزم الشعب الفلسطيني وإصراره على نهج المقاومة والجهاد.
وشددت أن مجزرة نابلس لن تمر دون رد وثأر، مشيدة بالمقاومين الذين خاضوا اشتباكات ضارية في معركة الدفاع عن المدينة، ورسموا لوحة وطنية مشرّفة.
وبدورها نعت حركة "الجهاد" شهداء نابلس، مؤكدة أن القتال ماضٍ وأن أهداف العدو ستفشل أمام صمود وثبات الشعب الفلسطيني، وأن دماء الشهداء ستزيد من جذوة المقاومة.
من جانبها اعتبرت الجبهة الشعبيّة، أنّ استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة، هو محاولة للعودة من جديد إلى دائرة النار التي ستحرق لهيبها الاحتلال ومخططاته.
وأكدت الجبهة الديمقراطية على ضرورة أن يكون الرد على مجزرة نابلس، على مستوى المسؤولية الوطنية والسياسية والأخلاقية، التي يتطلبها الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني.
وقالت لجان المقاومة: إن "الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي سيبقى مفتوحا ومستمرا ولن يتوقف بارتقاء الشهداء، بل ستزداد جذوة المقاومة اشتعالا حتى دحر العدو عن الأرض المحتلة".
وكذلك أدانت السعودية بشدة اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة نابلس، في بيان باسم الخارجية السعودية، وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولية إنهاء الاحتلال ووقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية وتقديم الحماية اللازمة للمواطنين.