معهد بحوث الأمن القومي
عضو الكنيست السابق عوفر شيلح
أحداث يوم أمس الصعبة في الضفة الغربية -الهجوم الذي قتل فيه هليل ويجل يانيف وأعمال شغب المستوطنين في حوارة- هي علامة أخرى على اقتراب خطر اندلاع حريق كبير في الضفة الغربية.
كما تشير إلى فقدان السيطرة، من ناحية، من قبل السلطة الفلسطينية المفككة، ومن ناحية أخرى من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي تعمل بعض عناصرها بشكل علني على إضعاف العوامل التقييدية.
يشير الهجوم جنوب نابلس إلى أن الاعتقالات المتكررة، التي يسفر الكثير منها عن عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين، لا تنجح في ردع وتعطيل تصرفات أفراد أو خلايا صغيرة، والتي أودت بالفعل بحياة 13 مستوطناً في الشهر الماضي.
إن تفكك السلطة الفلسطينية، الذي ساهمت فيه سياسة التجاهل الإسرائيلية، وتقوية حماس في غزة ورفض أي مفاوضات سياسية، يؤدي في الواقع إلى استقطاب التعاون الأمني، ويشجع الجماعات العنيفة على التحرك.
شغب المستوطنين له علاقة مباشرة بسياسة الحكومة الحالية، وتحدث وزرائها ضد الاجتماع الذي عقد في العقبة، والذي كان يهدف إلى تهدئة المنطقة أثناء انعقاده، وأصدروا رسائل تشيد بالمشاغبين.
حل السيطرة في الإقليم ونقل الصلاحيات إلى وزيرين ليسا وزيري الجيش، اللذين يتوليان اليوم الإدارة الفعلية للحياة في الضفة الغربية (الوزير سموتريتش، وفقًا للاتفاقية الموقعة بينه وبين الوزير وزارة الجيش) والسلطة فيما يتعلق بحرس الحدود (الوزير بن غفير، حسب اتفاق الائتلاف)، نقل إلى طالبي الفوضى بين المستوطنين رسالة "الحكومة معنا".
شهر رمضان يقترب، ويتنبأ أعداء "إسرائيل" كيف ستؤدي تصرفات الحكومة الحالية إلى تمزيق المجتمع وصدمة المؤسسات الحكومية، ورد الفعل العنيف يهدد بتفكيك الجيش الإسرائيلي.
حتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن رئيس الوزراء يعتزم العودة إلى رشده، والتعامل مع المتطرفين داخل حكومته.
إذا لم يكن هناك تغيير في كل هذه الأمور، فإن اندلاع انفجار كبير في الضفة الغربية -وليس فيها فقط- يبدو أمرًا لا مفر منه.