الإضرابُ شرٌ لابُدّ منه

مهند شريم

الباحث في الشأن الصهيوني




بقلم الكاتب الأسير:

مُهنّد شريم.

الباحث بمركز حضارات




فاجأني انزعاج بعض النشطاء والمهتمين بشأن الأسرى، عندما أعلن الأسرى قبل عام انتهاء الخطوات وتحصيل المراد بدون الذهاب إلى الخطوة الاستراتيجية الكبيرة وهي الاضراب المفتوح عن الطعام، وبحسب ما فهمته أن السبب الأساس من انزعاجهم؛ هو أنهم جهزوا أنفسهم ونصبوا عدتهم واستعدوا مشكورين لمناصرة الأسرى ودعمهم في جوعهم ونشر قضيتهم على، أوسع مستوى، وكان من وجهة نظرهم أن الإضراب فرصة لكل هذا، وعدم الذهاب للإضراب عطل كل مخططاتهم.

بالتأكيد فإنني كأسير أُقدم شُكري الجزيل لكل من ساند الأسرى وقضيتهم العادلة، خاصة أننا قد نكون مقدمين على خطوة إضراب مفتوح، ومعركة صعبة في مواجهة سياسات وزير الإرهاب النازي العنصري بن غفير، الذي يسير على درب الطغاة ومنذ العام ،1878 قال قائد قلعة بطرس ويولس الجنرال ميزينتيسف  للأسرى أثناء إضرابهم عن الطعام ( دعوهم يموتوا لقد أوصيت لهم توابيت) وعلى نهجه سار وزير الأمن الداخلي الصهيوني السابق تساحي هنغبي، عندما قال في العام 2004 أثناء إضرابنا عن الطعام، دعوهم يموتون، ولن يكون بني غفير بعيدًا عن هؤلاء، حيث يحمل عقيدة عنصرية نازية عدوانية تجاه العرب عمومًا والفلسطينيين والأسرى خصوصًا، ونحن نعلم ذلك تمامًا، ولكن وبالرغم من هذه الصورة القاتمة، فلماذا يدخل الأسرى الإضراب عن الطعام؟

الإجابة هي، أن الأسرى بشكل عام لا يدخلون الإضراب إلا مُكرهين مُضطرين؛ بعد أن يتسلّط السجان على حقوقهم وشروط حياتهم الإنسانية والمشروعة، وهو ما يدفعهم للدفاع عن أنفسهم بأمعائهم الخاوية، وتحويل الجوع إلى سلاح شعاره: (الجوع ولا الركوع) ولعل أهم أسباب ذهاب الأسرى للإضراب هي:




1-  الحفاظ على إرث من سبقنا من الشهداء والأسرى، فهم قد ضحوا بحياتهم وأعمارهم كي نصل إلى ما وصلنا إليه، من شروط الحد الأدنى للحياة الإنسانية داخل السجون، ولن نورث من يأتينا من يأتي خلفنا هزيمة.  




2- الحفاظ على كرامتنا والتي هي جزء من كرامة شعبنا، كيف لا ونحن من رفض الاحتلال والاذلال وقاوم.




3- الحفاظ على شروط حياتنا التي تُمكننا من الثبات والصمود في وجه سجاننا.  




4- الحفاظ على روح المقاومة فينا، وعدم السماح للسجان بكيه وعينا، وإدخال السجن إلى قلوبنا وعقولنا، لأجل ذلك نحن نضرب عن الطعام؛ لأننا لا نسعى إلى حياة باي ثمن، ولا نرضى لأنفسنا العبودية، ومع ذلك نحن نعلن عن الاضراب مبكرًا؛ كي يرتدع السجان عنا ويكُف عنّا أذاه، ويعيد لنا حقوقنا المسلوبة، ويكون إعلاننا إنذار، فإن فَهِم؛ وإلا ذهبنا لمعركة الإضراب كشرٍ لابُدّ منه.




جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023