الخطة الأمنية الأمريكية مصيرها الفشل
موقع نيوز "1"...يوني بن مناحيم

تشعر الولايات المتحدة و"إسرائيل" بقلق بالغ إزاء الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية وتوجهات التصعيد نحو شهر رمضان.

وتتواصل عمليات إطلاق النار ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وفي مدينة طولكرم بدأت مجموعة مسلحة جديدة تسمى "كتيبة طولكرم" تنفذ عمليات في المنطقة.

وفي استمرار توجه حركتي حماس والجهاد الإسلامي لإحداث انتفاضة مسلحة جديدة، أعلن خالد مشعل زعيم حماس في الخارج في 4 آذار/مارس أن اتجاه التصعيد سيستمر.

وقال مشعل: "إن الأمور ستتصاعد في شهر رمضان، ونحن مقبلون على الأيام الساخنة"، وأكد أن حركة حماس ستزيد من المقاومة ضد "إسرائيل" بكل الطرق.

ويزعم مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية أن الهجوم في حوارة والرد العنيف للمستوطنين على الهجوم خلق جواً صعباً في الشارع الفلسطيني، يجب أن يضاف إليه رفض الوزراء إيلي كوهين وإيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش من التفاهمات التي تم التوصل إليها في القمة الأمنية في العقبة، أولاً وقبل كل شيء موافقة "إسرائيل" على تجميد الاستيطان لبضعة أشهر.

وأضافوا أن الخطة الأمنية الأمريكية التي صاغها الجنرال مايك فنزل مقدر لها أن تفشل ذريعًا ولا أمل في نجاحها.

ونصت الخطة على أنه سيتم تجنيد عدة آلاف من رجال الأمن الجدد للسلطة الفلسطينية، وسيخضعون للتدريب وتجهيزهم بالسلاح، وسيتم نشرهم في شمال الضفة الغربية لمحاربة الجماعات المسلحة.

ومارست الإدارة الأمريكية ضغوطاً شديدة على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للموافقة على الخطة، وتريد الإدارة منع النشاط العسكري للجيش الإسرائيلي في المناطق (أ) بالضفة الغربية والسماح للسلطة الفلسطينية بمحاربة المقاومة.

واضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس للموافقة على مطلب الحكومة الأمريكية دون أي خيار آخر، لكن فرص تنفيذ الخطة الأمريكية ضعيفة للغاية.

وتقول مصادر في فتح: "إن الخطة الأمريكية تستهدف القضاء على الجماعات المسلحة في الضفة الغربية التي تحظى بدعم كبير في الشارع الفلسطيني وتأييد كافة الفصائل الفلسطينية".

وتتجاهل الخطة الأمريكية المزاج العام في الشارع الفلسطيني وتعتقد أن السلطة الفلسطينية ستكون قادرة على إحراز تقدم في تنفيذ الخطة الأمريكية واستخدامها للقضاء على المقاومة، ولكن هذا خطأ كبير في قراءة الواقع على الأرض.

وقال مسؤول كبير في حركة فتح: "الخطة الأمنية الأمريكية قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه رئيس السلطة الفلسطينية".

وبسبب عجز السلطة الفلسطينية، خلقت الجماعات المسلحة الجديدة التي نشأت في الضفة الغربية واقعاً أمنياً واجتماعياً جديداً، والتقييم السائد في الشارع الفلسطيني هو أن أي محاولة من قبل السلطة الفلسطينية لمحاربتها ستؤدي إلى حرب أهلية فلسطينية وانفجار كبير في المنطقة، وبالتالي فإن رئيس السلطة سيصدر أصواتاً مثل من يريد تنفيذ الخطة ولكن عملياً سيلجأ إلى المماطلة لتجنب الضغط الأمريكي.

ويفترض خلال أيام قليلة عقد اجتماع متابعة الاجتماع الأمني ​​في العقبة في شرم الشيخ في مصر، وحتى الآن لم تتخذ السلطة الفلسطينية أي خطوات عملية لتنفيذ الخطة الأمنية الأمريكية.

الواقع الأمني ​​الجديد الناتج في شمال الضفة الغربية يمثل تحديًا للسلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، كما ذكرنا، لم تبدأ السلطة الفلسطينية بعد في تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة التي صاغها الجنرال الأمريكي مايك فنزل، ولم يتم حتى الآن تنفيذ عناصر أمنية جديدة الذين من المفترض أن يخضعوا لتدريب عسكري في الأردن لبضعة أشهر ثم يعودون إلى الضفة الغربية وينتشرون في الشمال كثقل موازن للجماعات المسلحة.

مارد المقاومة يستمر في النمو في شمال الضفة الغربية ويواصل الهجمات، و"إسرائيل" لن تكون قادرة على قبول الوضع الجديد الذي نشأ وسيتعين عليها التصرف وإلا ستصل المقاومة إلى أراضي "إسرائيل" نفسها.

مسؤولون أمنيون كبار يقولون: "إن على المستوى السياسي أن يتخذ القرار قريباً لأنه من المستحيل الجلوس وانتظار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ليبدأ محاربة المقاومة".

الوقت يمضي في "إسرائيل"، والتردد الإسرائيلي يفسر على الأرض من قبل الجماعات المسلحة على أنه ضعف، ويقدر كلاهما أن يدي "إسرائيل" مقيدة من قبل إدارة بايدن وشعور بالنشوة والنصر الذي يشجع فقط على تنفيذ المزيد من الهجمات.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2025