إيران تفتح جبهة بعيدة

القناة الـ12
إيهود يعاري
ترجمة حضارات



وفقًا لتقارير من مصادر مختلفة في الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، يعتزم الإيرانيون -وربما بدأوا بالفعل- نقل كمية كبيرة من الطائرات بدون طيار الهجومية إلى الجزائر من أحدث طرازات "شهد"، والتي يجري تشغيلها من قبل الروس في أوكرانيا.

ومن المفترض تسليم بعضها على الأقل إلى مقاتلي "بوليسيريو" في منطقة تندوف جنوب غرب الجزائر.

توجد هناك مخيمات اللاجئين الخاصة بالقبائل الصحراوية، الذين فروا مع استيلاء المغرب على الصحراء الغربية عندما أخلوها الإسبان في عام 1975.

وحول تلك المعسكرات، تم وضع قواعد للمتمردين على مدى عقود، يحلمون بقهر ما كان في السابق لهم.

حتى الآن، نجح المغرب في وقف الغارات على الصحراء بشكل صحيح، من بين أمور أخرى عن طريق الجدران الترابية لمئات الكيلومترات التي ساعدت "إسرائيل" في تصميمها.

في السنوات الأخيرة، هدأ القتال وحصل المغرب تدريجياً على المزيد والمزيد من الدعم الدولي لاقتراحه منح الحكم الذاتي للأرض غير المأهولة إلى حد كبير، صرّ "بوليسيريو" أسنانهم، لكن لم يكن لديهم القوة لتجديد الحملة.

كان رعاتهم الجزائريون خائفين من الوقوع في المشاكل وفضلوا، على سبيل المثال، أن يطلبوا من الولايات المتحدة أن تحاول لهم الحصول على طريق من المغاربة لنقل البضائع إلى الساحل الأطلسي لموريتانيا.

الآن تدخل إيران الصورة، على أمل خلق نوع جديد من التهديد للمغرب: تحويل "بوليسيريو" إلى قوة عسكرية مثل الميليشيات التي أسستها بجد في سوريا والعراق واليمن -كما في غزة- وأولئك الذين تحاول إقامة في أذربيجان وأفغانستان وسائر أنحاء العالم.

الإيرانيون، على ما يبدو، ليسوا وحدهم: تحاول روسيا الحصول على قاعدة بحرية من الجزائر، وتزودها بالسلاح، وقد نقلت بالفعل عبرها إلى مالي وبوركينا فاسو (بعد الانقلابات العسكرية هناك) مرتزقة "فاغنر" مجموعة"، لقد تعب الجيش الفرنسي وتراجع، ويهدف بوتين إلى مزيد من التوغل في الشريط الصحراوي لـ "الساحل".

ولنتذكر أن "إسرائيل" تأمل في إقامة علاقات مع دول "الساحل"، مثل النيجر وموريتانيا، من أجل فتح طريق جوي للرحلات الجوية فوقها مباشرة، عبر سماء السودان وتشاد، مباشرة إلى البرازيل والأرجنتين.

إذا توقعنا هجمات انتحارية بطائرات بدون طيار ضد المغرب، فإن الصورة في شمال إفريقيا ستتغير، سيتطلب الأمر جهدًا أمريكيًا كبيرًا لمنع مواجهة مفتوحة بين المغرب والجزائر، اللتين قاتلا بالفعل في منطقة تندوف في الماضي.

قد يكتسب الإيرانيون بؤر استيطانية جديدة تزيد من قدرتهم على الابتزاز والتهديد، وتسمح بالطبع بنقاط انطلاق جديدة لبث "الإرهاب".

كل هذا يحدث عن بعد، لكنه لا يزال قريبًا جدًا منا.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023