موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
انتهت قبل أيام الانتخابات الداخلية في حركة الجهاد الإسلامي وانتخب زياد النخالة أميناً عاماً للحركة لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.
وانتخب النخالة لهذا المنصب لأول مرة في الانتخابات الداخلية التي أجريت عام 2018 وحل مكان الدكتور رمضان شلح الذي توفي متأثراً بمرض خطير.
انتخاب زياد النخالة المقرب جداً من القيادة الإيرانية يرمز إلى استمرار سيطرة إيران على حركة الجهاد الإسلامي التي تعتمد عليها حصراً في المساعدات المالية والوسائل العسكرية.
على عكس حركة حماس، فإن حركة الجهاد الإسلامي تسيطر عليها إيران بالكامل وتعتبر فرعها الأمامي في قطاع غزة.
في العام ونصف العام الماضيين، عززت إيران نفوذها في أراضي الضفة الغربية، من خلال حركة الجهاد الإسلامي التي أنشأت مجموعات مسلحة في شمال الضفة الغربية بتمويل من "الحرس الثوري" الذي اعتنى أيضاً بتهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر عبر الأردن لعناصر الجماعات المسلحة الجديدة.
زياد النخالة يسيطر على الحركة بيد ثقيلة، وبفضل دعم إيران أصبحت الحركة ثاني أكبر منظمة في قطاع غزة تتحدى حركة حماس ذات السيادة في قطاع غزة و"إسرائيل".
جرت الانتخابات الداخلية في حركة الجهاد الإسلامي بعد جولة قصيرة من القتال من قبل الحركة ضد "إسرائيل" على حدود قطاع غزة في أغسطس 2022.
نفذت حركة الجهاد الإسلامي جولة القتال ضد الجيش الإسرائيلي دون مشاركة حركة حماس التي وقفت متفرجة، وخلال جولة القتال فقدت اثنين من كبار قادة ذراعها العسكري، تيسير الجعبري ، قائد لوائها الشمالي في قطاع غزة وخالد منصور قائد الفرقة الجنوبية في غزة.
في الانتخابات الداخلية التي جرت هذا الشهر، تم أيضاً انتخاب 9 أعضاء في المكتب السياسي الجديد للحركة، بمن فيهم أكرم العجوري، رئيس الجناح العسكري للحركة والمسؤول عن تشكيل الجماعات المسلحة الجديدة في شمال الضفة الغربية التي كانت "إسرائيل" تحاول اغتياله منذ عدة سنوات.
كما انتخب لعضوية المكتب السياسي يوسف الحساينة، نافذ عزام، محمد الهندي، علي أبو شاهين، وليد القططي، أحمد المدلل، محمد حامد وسليمان عطايا.
من هو زياد النخالة؟
كما ذكرنا، انتخب زياد النخالة في 2018 في الانتخابات الداخلية لمنصب أمين عام حركة الجهاد الإسلامي، وهو المنصب الذي شغله لنحو عام كبديل بعد إصابة الأمين العام عبد الله رمضان بالشلل الدماغي، وهو ما نفته الحركة بشدة الشائعات التي انتشرت في العالم العربي بأن عبد الله شلح قد تسمم من قبل "إسرائيل".
ولد زياد النخالة في غزة عام 1953، وتخرج من معهد غزة التعليمي، واعتقل عام 1971 بسبب هجوم نفذه ضد جنود الجيش الإسرائيلي وحكم عليه بالسجن المؤبد.
في عام 1985 أفرج عنه من السجن في إطار "صفقة جبريل" وأصبح عضوا في "مجلس شورى" الحركة التي يرأسها فتحي الشقاقي.
خلال عام 1985، لعب دوراً مهماَ مع "مقلد حميد" و"شير الدبش" في تأسيس الذراع العسكرية للحركة التي تسمى الآن "سرايا القدس".
ولاحقاً، كان له دور كبير في نشاط الحركة في الانتفاضة الأولى عام 1987 وكان ممثل الحركة في "المقر الموحد" للانتفاضة في قطاع غزة.
في عام 1988، اعتقلته "إسرائيل" مع نشطاء حماس والجهاد الإسلامي وترحيله إلى مخيم مرج الزهور في لبنان بسبب دوره في الانتفاضة، بعد اغتيال فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995، استقر في بيروت وأصبح مقرباً من رئيس التنظيم الجديد عبد الله رمضان شلح.
في كانون الثاني 2014، أدرجته الولايات المتحدة في قائمة الـ"إرهاب" بسبب دعمه للتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة، ودوره في تهريب الأسلحة إلى غزة، وحددت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل اعتقاله.
في عام 2014، قُتلت شقيقة زوجته وابنه في قصف للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي الانتخابات الداخلية التي أجريت عام 2018، انتصر زياد النخالة على محمد الهندي والشيخ عبد الله عزام من قطاع غزة -الذي أراد المنصب- و تم انتخابه تحت ضغط إيراني الشديد.
النخالة مقرب من زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله وله صلات وثيقة بالجنرال قاسم سليماني قائد القدس في "الحرس الثوري" الإيراني، وقد تصرف بناء على تعليماته بعد اغتياله على يد الجيش الأمريكي زاد زياد النخالة هذه هي الروابط مع بديله اللواء إسماعيل قاني.
منذ بداية حملة "مسيرة العودة" في قطاع غزة، قاد زياد النخالة خطاً متطرفاً للغاية، فقد انتقد بشدة المخابرات المصرية لعدم مشاركتها معه في المحادثات حول اتفاق التهدئة مع "إسرائيل" والخلافات مع يحيى السنوار حول طبيعة رد الفعل ضد "إسرائيل" على مقتل متظاهرين على حدود غزة، يعتقد زياد النخالة أن محادثات التهدئة مع "إسرائيل" يجب ألا تتدخل في حقيقة أن المنظمات في قطاع غزة سترد بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه "إسرائيل" كلما قُتل متظاهرون على الحدود، وأن تجري المفاوضات "تحت النار" لردع "إسرائيل".
وتفاخر عدة مرات في وسائل الإعلام بقدرة منظمته على تحويل المستوطنات المحيطة بغزة إلى "مكان لا يستحق العيش فيه".
منذ عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في أيار/مايو 2021 ("حارس الأسوار") وحتى يومنا هذا هناك توتر بين حركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، وهما حركتان فرعان لإيران في قطاع غزة، لكن هناك صراع بينهما على الأسبقية رغم أن منظمة حماس أكبر بكثير منها بالأسلحة والأموال.
تعزيز مكانة حركة الجهاد الإسلامي في الشارع الفلسطيني هو خطوة أخرى في مسيرة تطرف المجتمع الفلسطيني، فقد تآكل موقف السلطة الفلسطينية بشكل كامل، والتأييد الشعبي للمفاوضات السياسية كوسيلة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والشارع الفلسطيني يتبنى أفكار المقاومة لحماس والجهاد الإسلامي.
أكسب الهروب الناجح لستة أسرى من سجن جلبوع في أيلول 2021، خمسة منهم أعضاء في الجهاد الإسلامي، التنظيم احتراماً كبيراً في الشارع الفلسطيني.
تدعي حركة الجهاد الإسلامي أن إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" سيستمر وأن استراتيجية زياد النخالة هي إرهاق "إسرائيل" بانتظام وزعزعة استقرارها.
الجهاد الإسلامي حريص على الحفاظ على مبدأ "توحيد الساحات" ويطلق الصواريخ على "إسرائيل" في كل مرة يغتال فيها الجيش الإسرائيلي أحد مسؤوليها في شمال الضفة الغربية، ولهذا السبب اكتسب شعبية كبيرة بين جيل الشباب في الضفة الغربية وقطاع غزة.