موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
التقى وزير الشؤون الاستراتيجية "رون ديرمر" ومستشار الأمن القومي "تساحي هنغبي" هذا الأسبوع في واشنطن مع مستشار الأمن القومي "جاك سوليفان" وناقشا معه التهديد النووي الإيراني، بينما يزور وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" عدة دول في الشرق الأوسط.
تعمل الولايات المتحدة على إحكام التعاون الاستراتيجي والاستخباراتي مع حلفائها في الشرق الأوسط في ظل تحول إيران إلى "دولة عتبة" نووية ونهجها من إمكانية تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90 %، مما سيسمح لها بإنتاج قنبلة نووية.
إيران تواصل خداع العالم، يجب أن يؤخذ بيان رفائيل غروسي -رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية- بحذر بشأن التفاهمات التي توصل إليها في اجتماعه مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بشأن إعادة تفعيل كاميرات المراقبة في عدة منشآت إيرانية، وزيارة مفتشي الوكالة لثلاثة مواقع مجهولة، سارع الإيرانيون إلى نفي إعلانه علناً، فالإيرانيون وعدوا بالفعل بأشياء في الماضي ثم تراجعوا عن الوعود التي قطعوها على الغرب.
وقال غروسي خلال زيارته لإيران: "إن أي هجوم على المنشآت النووية في إيران غير قانوني، وكلماته كانت تهدف إلى إرضاء القيادة الإيرانية، ومع ذلك فسرها الإيرانيون على أنها ضعف، وإيران تهدد بشكل علني ومباشر بتدمير "إسرائيل" و لدولة "إسرائيل" الحق في الدفاع عن النفس، خاصة في ظل هرولة إيران نحو القنبلة النووية".
يقول مسؤولون أمنيون في إسرائيل: "إن إيران تخدع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والخوف في "إسرائيل" هو أن تعلن إيران في وقت قصير أنها تمتلك أول قنبلة نووية وستضع العالم أمام أمر واقع وعليه القبول به".
القيادة الإيرانية تقود العالم في ضلال لأنه لا يوجد تغيير في سلوكها، والتطرف الديني جزء من حمضها النووي ولا يمكن أن يتغير، ولا تزال تحلم بنشر أفكار الثورة الإسلامية، والانتشار في البلاد الإسلامية السنية في الشرق الأوسط وتدمير "إسرائيل".
ولتحقيق هذه الأهداف تسارع إيران في التعامل مع القنبلة النووية وتواصل تقديم أسلحة متطورة لمنتسبيها في لبنان وسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة.
وفقًا لمصادر استخباراتية في الغرب، فإن فرص العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 بين القوى العظمى وإيران ضئيلة بشكل أساسي بسبب تقاربها مع روسيا، وإمدادها العسكري بالصواريخ والطائرات بدون طيار لروسيا للحرب في أوكرانيا وقمعها لحقوق الإنسان خلال "احتجاج الحجاب"، ومع ذلك، فإن الدول الغربية وفي المقام الأول الولايات المتحدة لا تريد مواجهة عسكرية مع إيران، والإيرانيون ليسوا مقيدين، وفقًا للاتفاقية النووية لعام 2015، في إنتاج الصواريخ البالستية أو الطائرات بدون طيار لقد أصبحوا بالفعل "دولة عتبة" نووية.
ليس من المستحيل أن يظل المرشد الأعلى "علي خامنئي" راغبًا في العودة إلى الاتفاق النووي، فقد قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "ويليام بيرنز" قبل أيام قليلة: "إنه يقدر أن خامنئي لم يتخذ قرارًا بعد بشأن إنتاج القنبلة النووية، من الممكن أن يرغب خامنئي الآن في العودة إلى الاتفاق النووي من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على بلاده والحصول على حوالي تريليون دولار نتيجة العودة للاتفاق النووي من عام 2015، وبالتالي منعه أيضًا هجوم عسكري من قبل "إسرائيل" على المنشآت النووية".
عقاب وعزل وردع!
تمكنت إيران من خلق وضع خطير للغاية وأفعالها تتسبب في تسريع سباق التسلح النووي في المنطقة، كما تريد المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا بالفعل قنبلة نووية للحفاظ على التوازن العسكري ضد إيران.
على الدول الغربية أن تتوصل قريباً إلى قرار بشأن عمل عسكري ضد المنشآت النووية في إيران نظراً لسلوك القيادة الإيرانية، ووعد الرئيس بايدن بمنع إيران من التسلح النووي لكنه يؤيد الحل السياسي وليس مع الخيار العسكري.
ولحين اتخاذ هذا القرار يجب على العالم أن يتصرف وفق مبدأ معاقبة إيران وعزلها سياسياً وردعها بالتهديدات العسكرية حتى الضربة العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، ويمكن اتخاذ الخطوات التالية:
1) فرض عقوبات إضافية على إيران وزيادة عزلتها الاقتصادية.
2) تجميد عضوية إيران في المؤسسات الدولية.
3) تهيئة الرأي العام الأمريكي والعالمي على الخيار العسكري.
4) زيادة التدريبات العسكرية للجيش الأمريكي مع الجيش الإسرائيلي وجيوش السعودية والإمارات على سيناريوهات مهاجمة المنشآت النووية في إيران.
5) توريد طائرات بوينج 46 - كيه سي للتزود بالوقود في الجو لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي هذا العام.
إن اتخاذ هذه الخطوات سيخدم إدارة بايدن، وسيزيد الضغط على إيران ويمنع عملياً "إسرائيل" من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من جانب واحد بشكل مفاجئ.
إيران مقتنعة بأن الولايات المتحدة لن تهاجم المنشآت النووية في إيران وستمنع حتى "إسرائيل" من ذلك، لذلك يجب على إدارة بايدن أن تضع على الطاولة خياراً عسكرياً موثوقاً به يردع إيران عن التحرك نحو القنبلة النووية.