تهنئة إلى السيد زياد النخالة

مهند شريم

الباحث في الشأن الصهيوني

نبارك نحن الأسرى لكل قائدٍ فلسطيني يجدد له شعبنا شرعية القيادة عبر وسائل سلمية ديموقراطية، وتبادل سلمي للسلطة، خاصة قيادة المقاومة التي هي قلب الشعب الفلسطيني النابض، وهي التي توفر كل الإمكانيات لأبنائها للقيام بواجب المقاومة والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني المسلوب، ونيل الحرية والتحرر، والتي في سبيل ذلك يسقط الشهداء والجرحى، ويؤسر الأسرى في داخل سجون العدو، بعد أن أذاقو العدو سوء العذاب.  

ونحن في حضرة المقاومة، وفي ضيافة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي التي قامت بعشرات العمليات النوعية، والتي كان من أبرزها عملية بيت ليد، وعملية كركور، وعملية مجدو، وعملية الخليل "زقاق الموت"، وكل هذه العمليات التي هي فخر الجهاد الإسلامي وفخر السرايا، ولكن عندما نفخر بشيء ألا نسأل من قام بهذا الفعل وأين هو؟  

هم أبطال السرايا الذين يقبعون الآن في سجون الاحتلال منذ أكثر من عشرين عاماً، هم من قام بتلك العمليات وغيرها الكثير، وهم من كتبوا تاريخ الجهاد الإسلامي بدمهم وعرقهم ومعاناتهم، وهم الذين تم نسيانهم، أو تركهم لينهش السجان أرواحهم، وبالمناسبة أنا لست عنصراً في حركة الجهاد لذلك سأتكلم باسم كل من لا يستطيع الكلام، باسم أولئك الذين نعيش معهم منذ أكثر من عشرين عاماً، يخجلون من الصراخ ولا يخجل المسؤول من تركهم كل تلك السنين داخل السجون.

السؤال إلى الأفاضل أعضاء المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، عندما انتخبتم القائد أبو طارق مرة أخرى هل سألتموه عما أنجزه في ملف تحرير الأسرى؟ هل سألتموه وسألتم أنفسكم لماذا لم تقم حركة الجهاد الإسلامي منذ تأسيسها بعملية أسر ناجحة واحدة؟ هل سألتم كيف يشعر رائد السعدي، ومحمد اغبارية، وإبراهيم اغبارية، وهم أسرى منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهم فخر الشعب الفلسطيني، وفخر الجهاد الإسلامي؟

السيد المحترم أبو طارق والمكتب السياسي الجديد، نبارك لكم قيادة هذه الحركة العظيمة، ولكن هذه العظمة حصلتم عليها بإرث تركة الشهداء والأسرى، أما الشهداء فهم عند ربهم يرزقون، وأما الأسرى فهم ينتظرون الوفاء من أهل الوفاء.  

أم أنكم ستتركونهم حتى يقوم فصيل آخر بعملية تبادل يحصل فيها أسرى الجهاد على القليل؟ السيد أبو طارق: إن كان أسرى الجهاد لا يصرخون من الألم؛ فهذا ليس لأنهم لا يتألمون، بل لأنهم كبار وعليك تقع مسؤولية تحريرهم.  

والله الموفق

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023