معهد بحوث الأمن القومي
رامي دانييل
ترجمة حضارات
بعد أسابيع طويلة من المفاوضات، أعلنت أحزاب المعارضة التركية الستة الموحدة تحت اسم "طاولة الستة" مرشحها ضد أردوغان في الانتخابات المتوقع إجراؤها في 14 مايو هو: كمال كيليشديرولو -زعيم أكبر حزب حول الطاولة- حزب الشعب الجمهوري (CHP).
ورافق إعلان كيليشديرولو كمرشح دراما في الدقيقة 90، عندما أعلنت زعيمة ثاني أكبر حزب حول طاولة الستة -ميرل أكسنر- أنها غير مستعدة لدعم كيليشديرولو، وبعد مفاوضات رضخت.
يوضح الحادث الصعوبات التي سيتعين على كيليشديرولو مواجهتها، فهو مرشح لتحالف متنوع إلى حد ما، حيث يجلس معًا حزب علماني واجتماعي ديمقراطي، وحزب إسلامي، وحزب قومي وأحزاب محافظة.
لذلك، يصعب تحقيق الاتفاقات بين الشركاء، وقد أثبتت الخلافات الأخيرة أن الستة لم يتمكنوا من بناء آليات اتصال فعالة، مما قد يؤدي إلى مزيد من الأزمات في المستقبل.
كما أن العلاقة بين المرشح والحزب الموالي للأكراد، والتي لم تتم دعوته لأخذ دور رسمي في جدول الستة، رغم أنه من المتوقع أن يفوز بنحو 10٪ من الأصوات، ستكون نقطة خلاف أخرى بين مختلف الأطراف.
نقطة ضعف أخرى في كيليشديرولو هي الانطباع الذي يقدمه، وكثيرون في الرأي العام التركي لا يأخذونه على محمل الجد ويتهمونه بأنه يفتقر إلى الكاريزما.
ومن المحتمل أن هويته الدينية -العلوية وليس السنية- ستضر أيضاً بفرصه مع الجمهور الأكثر تحفظاً.
بررت أكشنر نفسها معارضتها لترشيحه بالقول إن الشخصيات الأخرى في المعارضة، بما في ذلك رؤساء بلديات إسطنبول وأنقرة، لديهم فرصة أكبر للفوز.
كيليشديرولو، الذي يترأس المعارضة في تركيا منذ أكثر من عشر سنوات، دون نجاح واحد في الانتخابات الوطنية، سيتعين عليه التخلي عن صورته "الخاسرة" من أجل إقناع الناخبين.
كما سيتعين على زعيم حزب الشعب الجمهوري التعامل مع نظام حكومي يعمل ضده، لن يسمح له بحضور إعلامي كامل، ومع حملة عنيفة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تعرض لهجوم من قبل أنصار النظام لسنوات عديدة.
في هذا السياق، من الصعب تقييم عواقب نتائج الزلزال على آفاق كيليشديرولو، المجتمع التركي منقسم لدرجة أن التحولات بين المعسكرات السياسية نادرة للغاية.
ومع ذلك، نجح كيليشديرولو في توحيد المعارضة من حوله ويواجه أردوغان، في وقت يكون فيه الأخير في نقطة ضعف كبيرة، لذلك لا يزال من الصعب التكهن بما سيكون عليه مصيره السياسي.