القناة الـ12
آساف روزنزويج
بعد أقل من أسبوع على توقيع اتفاق تجديد العلاقات مع السعودية، يبدو أن إيران تستعد لمواصلة تعزيز علاقاتها مع دول المنطقة.
في الوقت نفسه، يكشف تقرير مثير للاهتمام، تفاصيل جديدة حول الأسباب التي دفعت محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى توقيع الاتفاق مع إيران.
أفادت وسائل إعلام إيرانية، صباح اليوم (الأربعاء)، أن علي شمخاني، مستشار الأمن القومي الإيراني، الذي قاد التحرك لتوقيع الاتفاق مع السعودية يوم الجمعة، سيغادر غداً في زيارة سياسية "مهمة" إلى الإمارات العربية المتحدة.
وسبق هذا التقرير تقرير آخر لوكالة أنباء "نور نيوز" المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي في طهران، أن شمخاني "سيزور إحدى دول المنطقة، ويوقع اتفاقيات مهمة في مجالات الأمن والتجارة"، وبحسب تقارير أخرى، قد يلتقي شمخاني رئيس الإمارات محمد بن زايد.
وتُظهر زيارة شمخاني للإمارات الاتجاه الجديد للانفتاح من جانب دول الخليج العربي تجاه إيران، التي تُعتبر تقليديًا التهديد الرئيسي في المنطقة.
إلى جانب تجديد العلاقات مع السعودية ورحيل شمخاني إلى أبوظبي، كانت هناك في الأيام الأخيرة تقييمات لإمكانية تجديد العلاقات بين إيران والبحرين أيضًا، حيث قطعت البحرين -مثل السعودية- علاقاتها مع طهران في عام 2016، وزار يوم السبت وفد برلماني إيراني عالي المستوى في المنامة في إطار مؤتمر سياسي دولي.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد أن هذا توجه إقليمي واسع النطاق، رغم أنه لم يبدأ بعد، إلا أنه بالتأكيد نسمة منعشة لهواء نقي من وجهة نظر النظام الإيراني المعزول والمحظور على المستوى الدولي.
تلقت إيران صباح اليوم لقطة أخرى من التشجيع، بعد أن قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، إن الاستثمارات السعودية في إيران قد تبدأ "قريبًا جدًا"، وأن المستثمرين السعوديين لديهم "الكثير من الفرص للاستثمار في إيران".
ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال -أمس- بشكل مكثف ما يوصف بالسياسة الخارجية "غير المحددة للهوية" لولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، حيث كان قرار المملكة العربية السعودية -حليف الولايات المتحدة منذ أكثر من 80 عامًا، باختيار الصين كوسيط وحيد في توقيع الاتفاقية مع إيران- مفاجأة كبيرة للكثيرين، ويأتي وفقًا لتوجه انسحاب التدخل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط طوال الفترة الأخيرة.
وفقًا للتقرير، فإن قرار اختيار الصين كوسيط لا يعني بالضرورة أن المملكة العربية السعودية تخلت عن التحالف مع الأمريكيين، لكنه يعمل على إرسال إشارة لواشنطن بأن السعودية لديها خيارات سياسية إضافية، وأن الثمن يرتفع أعلى بالنسبة للأمريكيين في الحفاظ على العلاقات الثنائية.
في قراره اختيار الصين كوسيط، يريد بن سلمان إشعال التوترات بين القوى في الصراع على الهيمنة والسيطرة في منطقة الشرق الأوسط.
ونُقل عن مسؤولين سعوديين مختلفين في التقرير قولهم في محادثات مغلقة أن بن سلمان يتوقع أن يكون قادرًا على "التلاعب بالقوى ضد بعضها البعض"، وبالتالي سيكون قادرًا على زيادة ضغطه وقدرته على المساومة مع الولايات المتحدة.
ويؤكد التقرير أن هدف الأمير السعودي هو الحصول على طلباته من واشنطن، وضمانات أمنية واسعة وضوء أخضر لتطوير برنامج نووي مدني.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد ورد الأسبوع الماضي أن بن سلمان وضع هذه المطالب كشرط له لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".