يجب قضاء رمضان بسلام وهدوء

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات



شهر صيام المسلمين، رمضان، الذي سيبدأ منتصف الأسبوع، قد تحول بالفعل إلى "موعد" إسرائيلي محكوم عليه بالكارثة، لكن الآن، في ظل الحكومة الخطيرة والجامحة برئاسة رئيس وزراء شارد الذهن، تطور شهر رمضان وتحول إلى اختبار أسمى للقومية والسيادة، بعبارة أخرى، استعراض القوة الإسرائيلية.

على سبيل المثال، قبل هذا الشهر مباشرة، رأت الحكومة أنه من المناسب أن تقرر مواصلة هدم المنازل في شرقي القدس.

 وعلاوة على ذلك، قامت بتعديل قانون الانفصال بطريقة تسمح بالبقاء في المستوطنات التي تم إخلاؤها بعد ذلك في عام 2005. تم تمرير التعديل في القراءة الأولى.



وأخيراً، تم التخطيط لمسيرة حاشدة إلى بؤرة أفيتار الاستيطانية غير القانونية بمناسبة عيد الفصح، "ضد نية الإضرار بسيطرتنا على أرض "إسرائيل".

الطموح إلى "إطفاء النيران" يحظى بإضافة مواد قابلة للاشتعال من إيتمار بن غفير.

 "الجنون المطلق والاستسلام لـ"لإرهاب"، هكذا حدد وزير الأمن الوطني إجراءات إغلاق الحرم القدسي لمدة عشرة أيام في رمضان.

وأفاد مسؤولون كبار في الجهاز الأمني شاركوا في نقاش مغلق عن خوفهم من تزايد عدد التحذيرات بشأن العمليات، وليس أقلها سلوك بعض أعضاء الحكومة الذين يتخذون قرارات دون أي استشارة أو محاولة لسماع ما هو موقف رؤساء جهاز الأمن من هذه القضية، على سبيل المثال، قرار هدم المنازل على الرغم من الموقف الأمني (يانيف كوبوفيتز، "هآرتس"، 17.3).

في الوقت الذي يحتاج فيه مفوض الشرطة كوبي شبتاي إلى التعاون الكامل من المستوى السياسي المسؤول عنه -حتى تمضي دولة "إسرائيل" شهر الأعياد بأقل عدد من الهجمات والخسائر- يجد أمامه وزيرًا معاديًا، قومي متطرف، همه الأساسي صورته وليس العواقب الوخيمة التي قد تسببها أخطائه وتصريحاته.

كما يجب ألا ننسى أن بن غفير لا يعمل في فراغ. وهو مدعوم بركائز سياسية جوفاء قلبها فج في تقييمات الوضع الأمني.

ويهمشون المستشار السياسي الذي حذر من احتمال إلحاق الأذى بمكانة "إسرائيل"، بحجة أنه يضر بشكل خطير بـ "إرادة الناخب" ويخضع لضغوط خارجية.

 فيما قرر رئيس الوزراء، في لحظة عزيمة نادرة، تأجيل شرعنة أفيتار وإخلاء الخان الأحمر بعد نهاية شهر رمضان، لكن لم يُعرف بعد الثمن الذي سيدفعه للمستوطنين في مقابل التأجيل، إذا نجح بالفعل في تنفيذه، كما تضم الحكومة وزراء مثل يوآف غالانت وآفي ديختر، الذين يدركون حجم الخطر ومساهمة زملائهم فيه.

وبما أن رئيس الوزراء ليس فعالا، فإن المسؤولية تقع على عاتقهم، وعلى وجه الخصوص على وزير الحرب غالانت، مسؤولية وضع كابح على عجلات الجنون والعمل كفتيل، حتى تتمكن البلاد من قضاء شهر رمضان وعيد الفصح في هدوء نسبي.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023