هآرتس
إيمان خطيب ياسين
الكاتبة عضو كنيست من حزب راعام
ترجمة حضارات
صرخات أطفال بيان عباس البالغة من العمر 29 عامًا من كفر كنا، والتي قُتلت الأسبوع الماضي، مفجعة، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة ونصف و 4 سنوات رأوا قتل والدتهم.
يكاد يكون من المستحيل تخيل شدة ألم طفل فقد والدته بهذه الطريقة المأساوية، لكن حتى هذه الصرخة لم تستطع كسر جدار اللامبالاة في المجتمع الإسرائيلي.
إن مقتل عباس و 32 رجلاً وامرأة عربيين آخرين منذ بداية العام، ليس أمرًا قدرًا، بل نتيجة سياسة متعمدة وقلة رعاية من قبل النظام.
وفي الحكومة السابقة كان هناك برنامج بقيادة نائب الوزير في ذلك الوقت، يوآف سيجلوفيتش، خطة منقوصة، بها مشاكل كثيرة، لكن نتج عنها انخفاض، وإن لم يكن كافياً، في حالات العنف في المجتمع العربي وفي عدد القتلى.
اليوم لا يوجد شيء قبل الانتخابات، تم إخبارنا عن "المعتدل بن غفير"، الشخص الذي أزال صورة القاتل غولدشتاين من الحائط، "الرجل الطيب" الذي يبدو أن بعض المعلقين يأملون أن يكون في المنطقة عندما يحتاجون إلى المساعدة لتغيير الإطار المثقوب، لكن أي شخص لم يدفن رأسه في الرمل كان يعلم أن الثقب هو الرجل بنفسه، وهذا الثقب سيكلفنا غالياً، واليوم وهو وزيرًا للأمن الوطني ضرره أكبر بكثير من التحريض والعناوين المستعرة، كل يوم إضافي يكون فيه في منصبه يكلف حياة إنسان!
بعد القرار الغريب بحل القسم الخاص لمواجهة الجريمة في المجتمع العربي في الوقت المحدد الذي رفعت فيه الجريمة والعنف رأسه، في اليوم التالي لمقتل عباس، أمر بوقف تحويل الميزانيات لبرنامج "أوقفوا النزيف"، الذي يهدف إلى تعزيز النشاط المجتمعي لمكافحة العنف.
بن غفير لا يهتم بالعنف، إنه لا يهتم إلا بحقيقة أن هذا البرنامج -وهو جزء من قرار الحكومة رقم 549 للتعامل مع العنف والجريمة في المجتمع العربي- يتم الترويج له من قبل جوينت، وهي أكبر منظمة إنسانية يهودية في العالم، والتي تبدو في نظر بن غفير مرادفًا لها "يساري" يجب استهدافه.
هذا هو رد فعل الوزير العنصري على مقتل 32 مواطناً عربياً منذ بداية العام -لوقف الخطط وتفكيك الأقسام، الرجل الذي يهتف أتباعه "الموت للعرب"، يزودهم بالسلع في صورة رسالة واضحة لجميع أجهزة إنفاذ القانون- دماء المواطنين العرب مباحة، وإن استمرار وجوده في وزارة الأمن الوطني؛ يشكل خطرًا واضحًا ومباشرًا على الحياة، وهو لا يسعى إلى توفير الأمن لمواطني "إسرائيل"، ولكن فقط لإثارة عناوين الكراهية والعنصرية.
إنه وزير يدفع باتجاه سياسة الهدم الجماعي للمنازل ويصر على الاستمرار في التدمير المتعمد حتى في رمضان، ويشجع على إلقاء قنابل الصوت على المتظاهرين ومهاجمة إجراءات إنفاذ القانون ضد الإرهابيين اليهود.
هذه ليست حالة عادية من عدم كفاية المنصب، هذه قنبلة موقوتة بدأت بالفعل في الانفجار في جميع وجوهنا، وإذا كان هناك مجال ضئيل في قلب نتنياهو للقلق على مواطني الدولة وليس فقط على نفسه؛ فعليه اتخاذ إجراء وإزاحة بن غفير من منصبه.
المواطنون العرب في البلاد يعانون الآن من الفوضى التي يخلقها هذا الرجل، ولكن من يظن أنها ستتوقف هنا يعيش في الأوهام. فقط عزل الوزير العنصري الفاشل سيخلق فرصة لخلق واقع مختلف، لمحاربة الجريمة في المجتمع العربي وفي المجتمع الإسرائيلي بشكل عام.
رئيس الوزراء نتنياهو، أبو يائير، غير مبالٍ بصرخات أطفال بيان عباس، تحركوا الآن!