هل يغير الصاروخ الباليستي الإيراني الجديد ساحة المعركة البحرية؟

موقع نتسيف نت 

صرح الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في لقائه الخاص -أمس- مع عدد من الخبراء في مؤتمر الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين، بأن "إسرائيل" تعتقد أن كل ما كشفت عنه إيران فيما يتعلق بتطوير صناعاتها العسكرية ستصل حتماً إلى حلفائها الآخرين في محور المقاومة.

وأشار نصر الله، على سبيل المثال، إلى آخر الإنجازات المعلنة للقوات المسلحة الإيرانية في هذا السياق، وهو صاروخ باليستي يبلغ مداه 1500 كيلومتر، يمكنه إصابة أي هدف بحري متحرك ضمن ذلك المدى.

كعادته، لم ينف نصر الله، الذي يتحدث دائما بعبارات غامضة، مع الأصدقاء ومع العدو كما كان بالأمس، صحة الاعتقاد الإسرائيلي بأن حزب الله يمتلك مثل هذا الصاروخ أو يؤكده.

لكن بالتأكيد إشارة السيد نصرالله إلى ذلك، في سياق الحديث عن مسار تطور المعادلات العسكرية للمقاومة مع "إسرائيل"، بما يمكن توقعه من القدرات التي يمكن أن يضيفها هذا الإنجاز الإيراني إلى المعادلات البحرية، كل هذا يؤكد استعداد المقاومة لكل الاحتمالات خلال أي حرب مقبلة.



ما أبرز المواصفات التي تم الكشف عنها بخصوص هذا الصاروخ؟ وما الذي يمكن أن يضيفه من حيث الصراع البحري خلال أي حرب مستقبلية؟

كشف رئيس الأركان العامة اللواء محمد باغري، قبل أيام، على هامش اجتماع نخبة جنود الدورة القتالية العشرين للجيش الإيراني، أن إيران أنتجت صاروخاً باليستياً قادرًا على تدمير الوحدات البحرية المتحركة مثل حاملات الطائرات والسفن المختلفة.

الصاروخ يطير بسرعة ماخ 8، ويبلغ مداه 1500 كيلومتر، وأضاف أنه تم اختبار هذا الصاروخ بنجاح، ويتم إنتاجه بكميات كبيرة، مما يتيح لإيران تحقيق أقصى درجات الأمن في البحر المحيط، حتى دائرة نصف قطرها أكثر من 1000 كيلومتر، كما يجعلها واحدة من ثلاث دول في العالم لديها المعرفة لتصنيع مثل هذه الصواريخ.

لذلك، إذا كان الخبراء والمحللون الإسرائيليون يعتقدون بشكل صحيح، كما ذكرنا أعلاه، فإن هذا الصاروخ، إذا اشتراه حزب الله من لبنان، يمكنه أيضًا تأمين المياه اللبنانية التي يبلغ نصف قطرها أكثر من 1000 كيلومتر (حتى وسط جزيرة كريت من الشرق الأوسط) غرب لبنان، وثلث البحر الأحمر إلى الجنوب منه)، وإزالة جميع أنواع السفن وخاصة حاملات الطائرات (لا تمتلك "إسرائيل" حاملات طائرات).

سرعة هذا الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت يسمح له بتجاوز أي نظام دفاعي أو حرب إلكتروني مصمم لمحاربة هذه السفن البحرية سواء كانت من صنع إسرائيلي أو حتى أمريكي.

هناك مجال آخر يكشفه هذا الإنجاز على مستوى إيران أو حتى لبنان، وهو قدرة محور المقاومة على مراقبة وتتبع هذه السفن البحرية في الوقت الحقيقي، في المنطقة بأكملها ضمن دائرة نصف قطرها أكثر من 1000 كيلومترات، هذا من وجهة نظر تكتيكية فيما يتعلق بأي صراع بحري.

من الناحية الاستراتيجية يكفي مهاجمة حاملة طائرات أمريكية على طائراتها وعتادها وجنودها، لتوجيه ضربة ساحقة لواشنطن التي قد لا تتمكن من مواصلة الحرب بعد ذلك، خاصة إذا كانت في نفس الوقت مئات الصواريخ الأخرى تستهدفها، وتطلق نيرانها على القواعد الجوية الأمريكية في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023