هل نحن في الساعات الأخيرة من جولة ثأر الأحرار / درع وسهم؟

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

بقلم ناصر ناصر 

10-5-2023 

من يقرأ المشهد الحالي بين غزة والاحتلال يمكن القول بدرجه معينة من المعقولية بأننا أمام الساعات الأخيرة من وقف النار للقاء آخر في مسيرة الأعلام، فالمعارك مستمرة وإنما هي جولة، الحرب نقاط، فلماذا ذلك؟ لسببين رئيسين مع ثلاثة مؤشرات لذلك، أما السبب الأول فهو: 

1. مصلحة المقاومة أن ترد على الجريمة دون الانجرار لجولة مدمرة حتى تستمر بامتلاك زمام المبادرة والسير وفقاً لمخططاتها المرسومة سلفاً والتي تتضمن أيضاً حماية المسرى والأسرى، وهذه تقديرات واجتهادات من قيادة مجاهدة وشجاعة، تدرك مدى حجم وقدر القوة التي ينبغي استخدامها في كل حالة.

2. أن الهدف الإسرائيلي من التصعيد قد تحقق وهو رسالة للداخل الإسرائيلي ولاسترضاء بن غفير واليمين الأكثر تطرفاً، وقد تحقق الأمر، وما الحديث عن خطر فورى وحقيقي من الشهداء القادة العاملين بجهد طوال الوقت، وما الحديث أيضاً عن ترميم الردع الإسرائيلي إلا مبررات لها أصل معين؛ لتمرير الهدف السياسي الضيق من العملية الغادرة، وفي هذا السياق يشار إلى أن نتنياهو وأجهزة أمنه كانوا قد قدّموا طلبهم لموافقة المستشارة القانونية للحكومة مئيرا على البدء بالعملية دون عقد الكابينت كما يُلزم القانون بأن العملية محدودة وليست واسعة وهي موجهة للجهاد الإسلامي فقط أما المؤشرات فهي:

المؤشر الأول: بيان الجيش فور إنجازه عملية الغدر ضد الشهداء القادة الثلاثة بأن المهمة قد تم إنجازها. 

المؤشر الثاني: الترقب والانتظار الإسرائيلي المرهق والمذل للرد الفلسطيني حتى يتم العمل بصورة أكثر فاعلية لإنهاء وإغلاق الجولة. 

المؤشر الثالث: وهو ما يمكن فهمه من بيان غرفة العمليات المشتركة، فقد يفهم من البيان بأن الرد الفلسطيني والذي وصل حتى تل أبيب قد أوشك أو قارب على الانتهاء. 

من اللافت للنظر بأن إسرائيل ظهرت في هذه الجولة مردوعة أكثر من رادعة، لماذا؟ 

1. عدم قدرتها على إخفاء الذل والهوان وهي تستجدي رد المقاومة لإنهاء معاناتها في الانتظار والترقب، وهو صورة نصر مؤزر للمقاومة في غزة. 

2. بذلها جهوداً جبارة لعدم استفزاز أو المزيد من الاستفزاز لقيادة المقاومة في حماس كتجنب ضرب أهداف جوهرية عموماً ولحماس خصوصاً.

3. إسرائيل حققت هدف القتل لكن بثمن باهظ جداً ترك تأثيره البالغ وأدى لتراجع ردعها المزعوم.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023