بماذا وعد محمد بن سلمان الرئيس الفلسطيني؟

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


علقت "إسرائيل" آمالها على زيارة جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة، الذي غادر قبل نحو أسبوعين في زيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحث معه آخر المستجدات في المنطقة، وفي مقدمتها نهج السعودية تجاه المحور الصيني - الروسي - الإيراني، وكذلك قضية التطبيع بين السعودية و"إسرائيل".

وتأتي زيارة سوليفان في أعقاب زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى المملكة العربية السعودية منذ أكثر من شهر، والتي نقل خلالها إلى العائلة المالكة السعودية استياء البيت الأبيض من التحركات السعودية الأخيرة.

كانت "إسرائيل" تأمل في أن تؤدي زيارة جاك سوليفان إلى المملكة العربية السعودية إلى انفراج في جهودها لتطبيع علاقاتها مع العائلة المالكة السعودية.


من جانبه قال تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي، في 5 مايو/ أيار، إن "إسرائيل" متفائلة للغاية بشأن تحقيق اختراق خلال زيارة جاك سوليفان إلى المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالتطبيع بين البلدين.


فيما قال جاك سوليفان قبل مغادرته إلى المملكة العربية السعودية، إن الولايات المتحدة تعمل على تحقيق تطبيع العلاقات بين السعودية و"إسرائيل" وهذا في نهاية المطاف في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.


ومنذ ذلك الحين، ساد الصمت بشأن هذه القضية، لكن الآن يقول كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية إن المملكة العربية السعودية أبلغت السلطة الفلسطينية بنتائج اجتماع جاك سوليفان مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي أوضح له أن المملكة العربية السعودية لن توقع اتفاق تطبيع مع "إسرائيل" حتى تلتزم "إسرائيل" بالتنفيذ الواضح لمبادرة السلام العربية من عام 2002 على أساس مبادرة السلام السعودية للملك عبد الله بن عبد العزيز.


قيادة السلطة الفلسطينية راضية عما قاله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اجتماعهم الأخير في الرياض نهاية شهر رمضان، والذي أعرب فيه عن معارضته الشديدة لـ "مشاركة السعودية في التطبيع مع "إسرائيل" دون التوصل الى حل سياسي للقضية الفلسطينية ".


وذكرت صحيفة "راي اليوم" في 15 مايو من كبار المسؤولين الفلسطينيين أن محمد بن سلمان أبلغ محمود عباس مباشرة أنه أبلغ إدارة بايدن أن السعودية غير مهتمة بالتطبيع مع "إسرائيل" دون أن تلتزم خطياً واضحاً بتنفيذ القرار العربي لمبادرة السلام التي تعرفها الولايات المتحدة جيدا.


وظهرت هذه المعلومات كتابةً في التقارير التي قُدمت إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد زيارة محمود عباس للسعودية.


والواضح بأن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية راضون عن الوعد السعودي لرئيس السلطة الفلسطينية بخصوص التطبيع مع "إسرائيل" ويأملون أن يتم التعبير عن ذلك بشكل رسمي في مؤتمر القمة العربية في الرياض، كما أنهم راضون عن أن ولي العهد السعودي حتى الآن لم يتخذ أي خطوة مع قيادة حماس من شأنها الإضرار بموقف السلطة الفلسطينية.


زارت قيادة حماس المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان في زيارة عرفت بأنها "زيارة دينية" لغرض الحج دون الحصول على أي اعتراف رسمي من البيت الملكي السعودي، ولا تزال حركة حماس تعرف في المملكة العربية السعودية بأنها منظمة "إرهابية".

وقد سمع مسؤولون فلسطينيون من كبار المسؤولين السعوديين أن المملكة العربية السعودية تعاني من صعوبات في التدفق النقدي واحتياطياتها المالية؛ بسبب الحرب في اليمن، وبالتالي يريد ولي العهد السعودي إنهاءها في أقرب وقت ممكن.


كما أن محمد بن سلمان ليس لديه أي نية للانسحاب من العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية للمملكة العربية السعودية مع الصين.

 وأوضحت السعودية للإدارة الأمريكية أنها تتصرف وفقًا لمصالحها وأن علاقتها مع الصين وروسيا وإيران ستستمر دون الإضرار بعلاقاتها الودية مع الولايات المتحدة.

وبحسب مصادر في الوفد المرافق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته للسعودية، فقد تم تسليم هذه الرسائل لرئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز وجاك سوليفان مستشار الأمن القومي خلال زيارتهما للسعودية.

يبدو أن ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، ينتهج الآن سياسة حذرة للغاية في الشرق الأوسط من أجل تحسين الموقف الدولي للمملكة العربية السعودية، وهو غير مستعد للانحراف عن الخط الرسمي للمملكة العربية السعودية منذ بدء عملية تطبيع الدول العربية مع "إسرائيل"، الأمر الذي يتطلب تحقيق حل سياسي للقضية الفلسطينية كشرط لتوقيع اتفاقية بين السعودية و"إسرائيل".



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023