وأخيرا اكتمل النصاب الاجتماعي لحركتنا الأسيرة بالتقاء الأخوين شعبان النابلسي الشهير بـ"أبو الصادق" ورمضان الخليلي المعروف بــ"أبو الأمين" في سجن نفحة.
شعبان: صباح الخير يا اخي أبو الأمين!
رمضان: صباح النور على البنّور.. كيف أصبحت يا أخي أبو الأمين؟
شعبان: الحمد لله.. أصبحنا وأصبح الملك لله.. بس والله يا أخي أبو الأمين الليلة حلمتلّك حلم طول حبستي ما حلمت زيّو.
رمضان: خير؟! اللّهم اجعله خير! خير الأحلام ما قلّ ودلّ.. 
احكي احكي! بس حاول تصدق وتختصر! صحيح اسمك أبو صادق بس عمرك ما صدقت ولا وانت نايم ولا وانت صاحي.
شعبان: الله يسامحك يا أخي أبو الأمين! هذه نظرتك لأخوك أبو صادق؟
رمضان: زعلت يا ابن الحلال؟ بمزح معك بالمصري بهزّر يعني.. تاخدش على بالك.. 
انتو يا ولاد أخي حساسين زيادة عن اللزوم بنصحكو تاخدو انتوبيتك.
شعبان: طيب خلينا في المهمّ على هالصبح شفتلّك حالي في منامي.
رمضان: انتظر استنى لا تتسرع! خليني قبل كل شي ألبس نضاراتي وأشلح بابوجي وأتربع وأجيب كتاب ابن سيرين لتفسير الأحلام!
شعبان: بدّك تلبس وتشلح وتتربّع وتتموضع.. هو احنا رايحين نفحر نفق جلبوع؟!
رمضان: بدي يا ابن الناس أفسّر لك على أصول.. لحظات وهيّاه أنا صرت جاهز وكتاب ابن سيرين مفتوح على صفحه الأحلام خلف القضبان.. وهيّاه ابن سيرين وابن شيرين، اللي هيّه بتكون ماي مزر رحمها الله، بعربي وبإنجليزي صاروا جاهزين لخدمتك.. اتفضل قصّ عليَ رؤياك يا أخا العرب!
شعبان: والله يا أخي أبو الأمين شفتلّك حالي في منامي براقب الشَاباك من الشِباك وبعتقل جنود الاحتلال عن اليمين وعن الشمال...
رمضان: بس بس ستوب طول بالك! خلّيني أوّل اشي أاعد ابن سيرين وابن شيرين علشان بوسطة جنودك تعرف تعدي..

 بركي نلحق نخبيهم قبل ما يجي علينا تفتيش.. يمكن نسوّي عليهم عملية تبادل الأسرى.. أيّ كبيره يا ابو الصادق صغّرها ارحمنا!
شعبان: مش مصدّقني وأنا أبو الصادق؟ مستكتر علي أحلم هادا الحلم مش مستغرب من الشَاباك يربي عصافير عشان يصيدو الصيادين؟ خلّيني أكمّل حُلمي.. دائماً بتقْطع شَنصي ولَنصي وأنا صاحي وأنا نايم! بعدين بجوني ملائكة الأحلام فاردين أجنحتهم وبنادوني شبيك لبيك يا أبو الصادق احنا بين ايديك.
رمضان: (شهقة) طوّل بالك منشان الله! هدول الملائكه أنا اللي بعتلّك إياهم.. بلاش تتهوّر وتروح تعتقل لنا الأمن الوقائي هذه المرة وتقطع رواتبنا وتخلينا ع حديدة! أبو الصادق بترجّاك حاول تصدق ولو مرّة في حياتك.. بركي بنفك نحس هالصفقه وهدار وشاؤول يطلعوا أحياء وربنا بفتح علينا أبواب هالزنزانة!
شعبان: والله يا أخي أبو الأمين انتوا الخلايلة شاطرين مخبّين عقولكو بجيبتكو.. حتّى وانتوا نايمين بتكونوا خايفين على معاشتكو.. بعدين بصراحة والله إنّك فاجأتني صاير أشطر منّي بتطيير الفيلة طلعت أنا هاوي معك.. بس انت صاير محترف تبعت الملائكه مشاوير من ورا ضهري.. والله أنا ما خطرت على بالي أبو الأمين ابحص ابحص.. إذا في مجال تبعتلنا حوريات من الجنة بعينك الله.. والله صدق المثل: ما أكذب من شب اتغرّب الا أسير روحوا ولاد مجموعتو.. قال أبو الأمين مسويلي فيها تواضع حارتنا صغيره وبنعرف بعض.
تمت بحمد الله وفضله
بقلم الأسير المقدسي (المواطن) ابو علاء
سجن نفحة الصحراوي
2/3/2023