هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
من الطبيعي أن حكومة النهب التي لا تتوانى عن تحويل أجزاء كبيرة من موازنة الدولة إلى ناخبيها على حساب الجمهور العام الذي يركع تحت الأعباء، لن تتردد في نهب الأراضي الفلسطينية وتتجاهل الفلسطينيون والقانون والمجتمع الدولي.
إذا كانت الحكومة لا تهتم بنصف الإسرائيليين؛ فلماذا تهتم بالفلسطينيين أو الأمريكيين والأوروبيين؟
المستوطنون تمكنوا من إحكام قبضتهم على مقاليد الدولة وهم الآن يُوَجِهون "إسرائيل" عبر الضغط والابتزاز والساخر لرئيس الوزراء نحو الأسوأ: ضم الضفة الغربية، تعميق الفصل العنصري، إذلال الفلسطينيين، إلغاء الاتفاقات السياسية، صفير على الاتفاقيات الدولية، وبشكل عام توجيه أصابع الاتهام في عين العالم.
بعد الموافقة على التعديل المجنون لقانون فك الارتباط في آذار/ مارس، طالب الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، رئيس حكومة الضفة الغربية، بالسماح للمستوطنين بالعودة إلى مستوطنة حومش شمال الضفة الغربية، حيث طلب وتلقى.
نقل المستوطنون الليلة الماضية المدرسة الدينية، التي أقيمت على أرض فلسطينية خاصة في حومش، إلى "أرض دولة" قريبة، لقد فعلوا ذلك بدون تصريح، خلافًا للقانون وأيضًا ضد موقف المؤسسة الأمنية. هذا، في محاولة لتأهيل البؤرة الاستيطانية بواحدة أخرى من التجمعات الإسرائيلية ("أراضي دولة"، إعلان منطقة عسكرية، نسيج ضروري للأمن، إلخ) كما لو كان يمكن للمرء أن يؤهل زحفًا من خلال زحف آخر، لكن بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت اللذان صادقا على الخطوة، لم يدعا الحقائق والقانون يربكهما.
كما تجاهل غالانت ونتنياهو أيضا الانتقادات التي وجهها المجتمع الدولي بشأن الموافقة على البقاء في البؤرة الاستيطانية التي منحتها الحكومة.
وأصدرت الخارجية الأمريكية إدانة واضحة وحادة: "نحن منزعجون جدًا من أوامر الحكومة الإسرائيلية التي تسمح للمواطنين بإقامة وجود دائم في بؤرة حومش الاستيطانية، وهو ما لا يتفق مع التزام مع إدارة بايدن".
وكتبت وزارة الخارجية الفرنسية أن "القرار مخالف للقانون الدولي وأيضا مع الالتزامات التي تعهدت بها "إسرائيل" في العقبة وشرم الشيخ"، لكن الشيء الوحيد الذي يقف أمام عيني نتنياهو هو بقائه السياسي، وبدون المستوطنين لا توجد له حكومة.
إذن ما الذي يهتم به الأمريكيون؟ المهم أن رئيس المجلس الإقليمي شومرون وعد بأننا "سنصل إلى البساتين وصانور"، وأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أعلن أن "هذه لحظة تاريخية"، وأن وزيرة المستوطنات والمهام الوطنية أوريت ستروك صرحت: "نحن محظوظون؛ لأننا ناضلنا من أجل حومش أولاً".
حومش هي بداية الدمار.
الهدف هو ضم وتعميق الفصل العنصري، والانقلاب القانوني هو الوسيلة، يجب ألا ينسى الاحتجاج هذا، ويجب على المجتمع الدولي استيعاب ذلك.