موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
انتهت الانتخابات الرئاسية في تركيا بفوز الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي حصل على 52.2% من الأصوات في الجولة الثانية، مقابل 47.8% من الأصوات التي حصل عليها خصمه السياسي، ومرشح المعارضة كمال كليشدار أوغلو.
كما نجح الائتلاف الذي يرأسه أردوغان في الحفاظ على الأغلبية في البرلمان، ولديه 323 مقعدًا من أصل 600.
مع هذا الإنجاز السياسي، يمكن للرئيس أردوغان الشروع في مسار جديد، وقال في خطاب فوزه إن الفائز في الانتخابات هو 85 مليون تركي.
ووعد بإعادة الاقتصاد ومعالجة ارتفاع الأسعار نتيجة التضخم، وزيادة الاستثمارات في البلاد وخلق فرص العمل.
يواجه سلسلة من التحديات
1. تحسين الوضع الاقتصادي لتركيا والحياة اليومية لمواطنيها، بعد ارتفاع معدلات التضخم وهبوط الليرة التركية، وبحسب مصادر في تركيا، يعتزم أردوغان إعادة وزير المالية السابق محمد شيمشك إلى الساحة السياسية، الذي يحظى باحترام مهني كبير في تركيا وعلى الساحة الدولية.
2. إصلاح أضرار الزلزال الكبير في شباط الماضي، والتعامل مع قضية اللاجئين السوريين والمهاجرين غير الشرعيين، يريد أردوغان عودة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم بمساعدة مالية من قطر، التي تعهدت بتمويل أماكن لهم للعيش فيها.
3. استمرار الحرب ضد الجماعات الإرهابية، على حدود تركيا.
4. الإبقاء على الائتلاف الحالي المكون من 6 أحزاب، وتشكيل حكومة جديدة تضم وزراء جدد حسب الظروف المتغيرة في تركيا.
5. الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، واستمرار عملية التطبيع وتقليل مشاكل تركيا الخارجية إلى أدنى حد ممكن، وكان الرئيس المصري السيسي، الذي هنأ الرئيس أردوغان بفوزه في الانتخابات، قد أعلن بالفعل عن إعادة فتح سفارتي البلدين.
يبدو أن الرئيس التركي سيواصل جهوده للتوسط بين روسيا والدول الغربية، التحديان الرئيسيان اللذان يواجهان الرئيس التركي، كما تبدو عليه الأمور الآن، هما الوضع الاقتصادي والهجرة غير الشرعية إلى تركيا.
قضية أخرى هي علاقات تركيا مع سوريا، أردوغان يريد تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد، الذي يطالب بانسحاب القوات التركية من سوريا، لكن وجود الميليشيات الكردية في سوريا، والتي يعتبرها أردوغان منظمات إرهابية، يشكل عقبة صعبة للغاية في العلاقات بين تركيا وسوريا.
من المتوقع الآن أن تعيد الولايات المتحدة والدول الغربية تقييم سياستها تجاه تركيا، في ضوء فوز أردوغان في الانتخابات وحقيقة أنه سيتعين عليهم التعامل معه في السنوات الخمس المقبلة.
ستحاول إدارة بايدن منع تركيا، من الانضمام محور روسيا والصين.
علاقات تركيا مع "اسرائيل"
لم تتفاجأ "إسرائيل" بفوز الرئيس أردوغان في الانتخابات، بعد أن تمكن تدريجياً من السيطرة على مدى عشرين عاماً من حكمه على جميع مراكز القوة في البلاد، وخاصة الإعلام التركي، ليس سراً أن تركيا فقدت إلى حد كبير الديمقراطية التي كانت تتمتع بها في السابق.
تقييم المستوى السياسي في "إسرائيل" هو أن الرئيس أردوغان، سيواصل العملية التي بدأت قبل عام ونصف لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، اتصل به رئيس الوزراء والرئيس هرتسوغ لتهنئته على فوزه في الانتخابات، مسؤولين سياسيين في تل ابيب يقولون إنه حتى لو تم انتخاب مرشح المعارضة في الانتخابات، فمن المرجح أن تستمر سياسة تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" لأن هذه مصلحة تركية.
سياسة أردوغان الحالية هي تطبيع العلاقات مع جميع اللاعبين في المنطقة، وعلى رأسهم "إسرائيل" ومصر، لذلك فقد تعلم أردوغان بالفعل دروسًا من الأزمات التي مر بها مع "إسرائيل" في الماضي، على الرغم من كونه ممثلاً بارزًا لحركة الإخوان المسلمين العالمية ومؤيد متحمس لحركة حماس، لم يواجه "إسرائيل" على خلفية أحداث المسجد الأقصى خلال شهر رمضان الأخير، ولا بعد عملية "درع وسهم" ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
كما أنه لم يتدخل في نظام الانتخابات الإسرائيلي الأخير، على الرغم من موقفه السلبي السابق تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
يعتبر التقارب الأخير بين "إسرائيل" وأذربيجان، والذي يعتبر قريبًا جدًا من تركيا، مهمًا للرئيس أردوغان وهو محتمل للمستقبل فيما يتعلق بإمكانية تحالف ثلاثي مع إيران.
"إسرائيل" معنية بتعزيز التطبيع مع تركيا، وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية السياحة الإسرائيلية في ازدهار في تركيا.
إذا سارت الأمور على ما يرام، وعلى الرغم من الخلافات العميقة في الرأي بين البلدين حول القضية الفلسطينية ورواسب الماضي، يمكن بالتأكيد أن يتوقع المرء دعوة الرئيس أردوغان لزيارة "إسرائيل"، أو على العكس من ذلك، إرسال دعوة تركية رئاسية لرئيس الوزراء نتنياهو لزيارة تركيا.