القناة 12
سبير ليفكين
ترجمة حضارات
أودى هجوم إطلاق النار، الذي وقع يوم أمس الثلاثاء، بالقرب من مدخل مستوطنة حرمش، بحياة المستوطن مئير تمري، ودفعنا إلى تحويل انتباهنا إلى ما يجري في طولكرم، المدينة الفلسطينية الواقعة شمال غرب الضفة الغربية.
على بعد حوالي 16 كم فقط شرقي نتانيا تنمو "أعشاش الدبابير" التي تثبت وجودها في المنطقة على حساب الفراغ الحكومي الناجم عن إضعاف السلطة الفلسطينية.
السلطة الفلسطينية تضعف والمقاومة تتعاظم..
في العام الماضي، شهدنا موجة متصاعدة من العمليات في الضفة الغربية، ما أدى إلى وقوع أكبر عدد من القتلى في العقد الماضي وإطلاق عملية "كاسر الأمواج" في شمال الضفة الغربية، والتي ينفذ الجيش في إطارها الجيش اعتقالات حتى يومنا هذا.
لكن الآن، يبدو أن السلطة الفلسطينية تفقد المزيد من قوتها، الفراغ بعد الفراغ الذي انفتح في جنين ونابلس، امتد أخيرًا إلى أريحا، وينتشر الآن أيضًا غربًا، إلى مدينة طولكرم.
من هي كتيبة طولكرم؟..
بعد وقت قصير من الهجوم على حرمش، أصدرت جماعة "كتيبة طولكرم - الرد السريع" بيانًا أعلنت فيه مسؤوليتها عن ذلك.
وزعموا أن "نشطاءنا تمكنوا من تنفيذ عملية نوعية في طريقهم إلى حرمش. أطلقوا النار على سيارة كان بداخلها مستوطن وأصيب بشكل مباشر".
وأضافوا في وقت لاحق: "نشاطنا بدأ هذا الصباح ولن ينتهي حتى إشعار آخر. لقد نسى المستوطنون أن قلوبنا ما زالت تنبض بالفخر".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها "كتيبة طولكرم" مسؤوليتها عن حادث إطلاق نار. في الواقع، إنها مجموعة من الشبان الفلسطينيين نظموا بشكل مستقل من الجيل Z، على الرغم من أنهم يعرّفون أنفسهم بأنهم أولئك الذين يرتبطون بالجناح العسكري لحركة فتح.
يظهر فحص على وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا التنظيم بدأ نشاطه في طولكرم بالفعل في نهاية شهر كانون الثاني، ومنذ ذلك الحين كان لديه وقت لتحمل المسؤولية من حين لآخر عن حوادث إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة، وكذلك نشر مقاطع فيديو يُزعم أنها تهدف إلى إرسال التهديدات وصدى أنها تعمل في الميدان.
في اليوم الأول من شهر رمضان، تكبدت الخلية المقاومة خسائر فادحة، استشهد أمير أبو خديجة البالغ من العمر 25 عامًا، والذي كان قائدًا لـ "لواء طولكرم"، على يد الجيش الاسرائيلي.
وقد شارك في العديد من عمليات إطلاق النار على مستوطنات في المنطقة ووصفته المؤسسة الأمنية بأنه "قنبلة موقوتة"، حيث خطط لتنفيذ هجوم في المستقبل القريب.
التقسيم داخل طولكرم..
وبحسب مصادر فلسطينية، فقد ازداد الانقسام في طولكرم في الآونة الأخيرة، يعمل مخيم نور الشمس حاليًا بشكل مستقل، دون تعاون مع مخيم طولكرم للاجئين.
لكن في الآونة الأخيرة، حظي مخيم نور الشمس بتأييد شعبي واسع، وهو ما لم يلق قبولًا جيدًا من قبل مخيم طولكرم، الذي يعتبر نفسه طليعة في القتال ضد "إسرائيل".
هناك من يعتقد أن التوترات الشديدة بين هذين المخيمين لها دور في الهجوم الشديد الذي نفذه مخيم طولكرم، الذين يرون في ذلك "عملًا انتقاميًا" للقضاء على المقاومين في مخيم طولكرم للاجئين من قبل قوات الاحتلال في بداية الشهر.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن "توقيت الهجوم ليس صدفة ويهدف إلى تقليص" أثر الانتصار "لمخيم نور الشمس بعد أن نجحوا في إحباط اقتحام للجيش الإسرائيلي".
الانقسام في لواء طولكرم يضعفها بالفعل، لكنه في الوقت نفسه يتحدى النظام الأمني الذي يتعين عليه التعامل مع معسكرين مختلفين ينتميان على ما يبدو إلى نفس المجموعة المعادية.
يضاف إلى ذلك التآكل المتزايد لنفوذ الأجهزة الأمنية الفلسطينية على الأرض، مما يترك المقاتلين الذين ينتجون المزيد والمزيد من أعشاش الدبابير.
إن اعادة تنظيم المقاومة ليس إلا غيض من فيض..
من وجهة نظر استراتيجية، يبدو أننا اتجهنا نحو عملية خطيرة ناتجة عن تأثير الفراغ الحكومي للسلطة الفلسطينية، والذي ينتشر جغرافيا.
والآن الخوف هو أن "الانتفاضة الضفوية" سوف تعبر حدودها إلى قطاعات كانت حتى الآن خارج اللعبة.
علاوة على ذلك، فإن المشكلة الحقيقية ليست محاولة "كتيبة طولكرم" تقليد "عرين الأسود"، بل حقيقة أن حماس والجهاد الإسلامي يعترفان بالفراغ الحكومي المتنامي في المنطقة، ويعتبرانه هدية يتمسكان بها بكلتا يديهما.
السلطة الفلسطينية تعرج وحماس مثل حماس، أن تظهر أنها مالك المنزل، ما قد يجعل العمل أكثر تعقيدًا وفوق كل شيء يعرض "إسرائيل" لتحدٍ معقد يتطلب التعامل معه من الألف إلى الياء.
في أعقاب هجوم الأمس، أطلق مجلس المستوطنات في الضفة الغربية حملة: "الجدار الواقي 2"، "نطالب الحكومة بشن عملية عسكرية هجومية داخل مناطق السلطة الفلسطينية، لتجمع الأسلحة وتعيد الحواجز الأمنية، التي كان من الممكن أن تنقذ المستوطن مئير تمري الليلة الماضية".