هآرتس
أمير تبون
ترجمة حضارات
تحذر الأمم المتحدة من توقف أنشطة برنامج الغذاء العالمي في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة بسبب نقص الميزانية.
يساعد البرنامج في إطعام ما يقرب من 200 ألف فلسطيني في القطاع كل يوم، ويثير إغلاقه مخاوف جدية لدى الدبلوماسيين الغربيين، الذين يعتقدون أن الخطوة ستؤدي إلى أزمة إنسانية وتزيد من فرصة التصعيد الأمني.
وحذر متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، من خطر مماثل يلوح في الأفق على برامج الأمم المتحدة الإضافية في قطاع غزة، الذي تفاقمت محنته الاقتصادية بسبب جولة القتال الأخيرة بين "إسرائيل" والجهاد الإسلامي.
وحذر المتحدث من أن "مئات الآلاف سيفقدون الدعم الذي يتيح لهم إطعام عائلاتهم".
وقال ثلاثة دبلوماسيين غربيين لـ "هآرتس" إن تحذيرات الأمم المتحدة بشأن مصير برامج المساعدة لها ما يبررها.
ووفقًا لهم، فإن السبب الرئيسي لصعوبات التمويل يكمن في الحرب في أوكرانيا، والتي دفعت العديد من الدول إلى تحويل الموارد إليها وزيادة نفقاتها الدفاعية، مع تقليل مساهماتها في المجالات الأخرى.
وأضاف أحد الدبلوماسيين أن الواقع السياسي في "إسرائيل" والضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم وجود أي أمل في عملية سياسية مهمة بين الطرفين، يؤثران على نهج الدول الغربية تجاه هذه القضية.
وأوضح "في "إسرائيل" هناك حكومة لا تريد أن تفعل شيئًا حيال القضية الفلسطينية، ولكن بمجرد حدوث أزمة إنسانية ترسل رسلًا لتطلب منا زيادة الدعم المالي".
أزمة تمويل برنامج الغذاء العالمي في قطاع غزة معروفة لصناع القرار في "إسرائيل" منذ عدة أسابيع.
حذر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، الدبلوماسي النرويجي ثور فانسلاند، من ذلك في عدة مناسبات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك مناقشة خاصة لمجلس الأمن الدولي بعد عملية "درع وسهم" في قطاع غزة الشهر الماضي.
وأشار فانسلاند إلى أن الدول المانحة للسلطة الفلسطينية ومنظمات المعونة التابعة للأمم المتحدة يجب أن تعمل بشكل عاجل لمنع "أزمة إنسانية، وربما حتى تصعيد أمني".
وأشار دبلوماسي غربي تحدث إلى "هآرتس" إلى أن خطرا مماثلا، لكنه أقل إلحاحا، يلوح في الأفق أيضا بشأن تمويل وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التي قد تكون عالقة في أزمة موازنة في الصيف.
وقال "ستكون هذه كارثة حقيقية في غزة و"إسرائيل" تدرك عواقبها".
ويوفر برنامج الغذاء العالمي للفلسطينيين الذين يدعمهم قسائم طعام شهرية يبلغ مجموعها 10.30 دولارًا للفرد، بالإضافة إلى سلال غذائية.
ستتأثر قناتا المساعدة هاتان بالتخفيضات التي ستبدأ في يونيو.
وبحسب معطيات منسق العمليات الحكومية في الأراضي الفلسطينية في آب (أغسطس) الماضي، فإن 53٪ من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر.
يبلغ متوسط الأجر اليومي للعامل في غزة حوالي 60 شيكل، ويكسب العامل الزراعي حوالي 20 شيكل فقط في اليوم.
وبحسب المعطيات فإن حوالي 45٪ من سكان قطاع غزة عاطلون عن العمل، معظمهم من الشباب.