موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
زار رئيس الشاباك رونين بار واشنطن نهاية الأسبوع الماضي والتقى بمسؤولين كبار في الإدارة بعد القلق المتزايد في الإدارة الأمريكية؛ بسبب الوضع الأمني في الضفة الغربية والتدهور الحاد في مكانة السلطة الفلسطينية.
والتقى رونين بار مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية الذين أعربوا عن قلقهم من احتمال أن يؤدي استمرار الوضع الحالي إلى انهيار سريع للسلطة الفلسطينية حتى قبل تنحي محمود عباس عن المسرح السياسي.
وقد شرح رئيس الشاباك تداعيات الوضع الأمني في الضفة الغربية على استقرار السلطة الفلسطينية، وقيام حوالي 20 مجموعة مسلحة في أماكن مختلفة في الضفة الغربية يزيد من إضعاف حكم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتأثير السلطة الفلسطينية على الشارع الفلسطيني.
وأوضح رونين بار بأن الجيش الإسرائيلي والشاباك مجبران على دخول المنطقة أ لاعتقال المسلحين الذين يشكلون "قنبلة موقوتة" يخططون لهجمات داخل "إسرائيل" لأن السلطة الفلسطينية لا تحارب المقاومة ولا تمنعهم.
من جانبها تحاول "إسرائيل" تعزيز موقف السلطة الفلسطينية من خلال اعتقال و "قتل" العناصر المسلحة التي تعرض السلطة الفلسطينية للخطر أيضًا، لكن رئيس السلطة الفلسطينية يواجه مشكلة في مساعدة نفسه.
الجدير بالذكر "إسرائيل" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر والأردن ودول الخليج ليسوا معنيين بانهيار السلطة الفلسطينية، فهم يفهمون أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فقد السيطرة الأمنية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وكذلك وضعه في الشارع الفلسطيني وسيطرة الجماعات المسلحة على الميدان والرأي العام.
كبار المسؤولين في حركة فتح، العمود الفقري للسلطة الفلسطينية، وكبار المسؤولين في حركة حماس ينتظرون بالفعل خروج رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من المسرح السياسي، بشكل طبيعي أو من خلال الدخول في حالة من العجز الطبي، في غضون ذلك هم ينظمون لمعركة الخلافة، بما في ذلك الاستعدادات للصراعات الميدانية من خلال الميليشيات التي أنشأوها مسؤولي فتح، والجماعات المسلحة الجديدة التي نشأت في الضفة الغربية بعد عملية "حارس الاسوار" في مايو 2021 هي أيضًا من المفترض أن تشارك في معركة الخلافة.
كما يصر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على ترك موضوع الخلافة في غموض، رغم أن معركة الخلافة المتوقعة بعد خروجه من المسرح السياسي قد تؤدي إلى فوضى أمنية في المنطقة وصراعات بين الميليشيات، ولم يضع محمود عباس أي آلية قانونية متفق عليها لانتقال منظم للسلطة في حال دخوله حالة من الجمود، فهو يتجنب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خوفا من الخسارة.
فقد أضعف محمود عباس مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية منذ انتخابه لمنصبه عام 2005 لتقوية حكمه، وأصبح ديكتاتوراً وفي الشارع الفلسطيني يزعمون أنه فاسد.
وبالرغم من بلوغه سن (88 عاما)، إلا أنه غير مستعد لسماع احتمالية اعتزاله منصبه، وهو ينوي البقاء في منصبه حتى اللحظة الأخيرة، يقول عضو بارز في حركة فتح إنه سيترك المقاطعة في رام الله. "فقط على نقالة"، كما يرفض عباس، تعيين خلف له من بين نخبة فتح أو تعيين نائب يمكنه نقل سلطات الحكم إليه تدريجياً.
ووفقًا لأحدث استطلاع للرأي العام أجراه معهد الدراسات السياسية في رام الله، فإن 63٪ من الجمهور الفلسطيني يعتقدون أن السلطة الفلسطينية أصبحت عبئًا على كاهل الفلسطينيين و 57٪ يزعمون أن السلطة الفلسطينية هي مصلحة لـ"إسرائيل".
52٪ يعتقدون أن المصلحة الفلسطينية هي تفكيك السلطة أو انهيارها.
وبعد نتائج الانتخابات وصعود الحكومة اليمينية في "إسرائيل"، انطلقت مؤخراً مناقشات على الساحة السياسية الفلسطينية حول مصير السلطة الفلسطينية ومستقبلها في ظل فشل الخطة السياسية للسلطة الفلسطينية واستراتيجيتها التفاوضية مع "إسرائيل".
ويتابع كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية بقلق تصريحات عدة وزراء في الحكومة الإسرائيلية بشأن ضرورة حل السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى حكومة إدارية مقسمة إلى عدة مناطق في الضفة الغربية.
كما أن الإدارة الأمريكية قلقة وغاضبة من تصريحات الوزراء بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية.
بدوره قال جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي، أواخر الأسبوع الماضي إنه يجب اتخاذ خطوات إضافية مهمة لتحسين حياة الفلسطينيين من أجل تحقيق الهدوء والازدهار في منطقة أكثر هدوء، ولكن حتى هذا الوقت لم يتم تحديد موعد اجتماع أمني آخر في شرم الشيخ لبحث تعزيز الوضع القاسي بعد اجتماعين سابقين في العقبة وشرم الشيخ استعدادا لشهر رمضان.
وأضاف بأن استمرار العمليات في الضفة الغربية وإنشاء مجموعات مسلحة جديدة سيؤدي في النهاية إلى عملية كبيرة من قبل الجيش الإسرائيلي ضد البنى التحتية للمقاومة، وتتفهم الإدارة الخطر الأمني على "إسرائيل" لكنها تعارض مثل هذه العملية التي ستزيد من إضعاف السلطة الفلسطينية، لكن الواقع أقوى، فإذا حدث هجوم تسبب في كثير من القتلى في الضفة الغربية، فإن الحكومة الإسرائيلية ستضطر إلى شن مثل هذه العملية.