مصر تحاول تثبيت الهدوء في قطاع غزة

مصر تحاول تثبيت الهدوء في قطاع غزة 

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمـــة حضـــارات



مضى نحو ثلاثة أسابيع على عملية "درع وسهم" للجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وتحاول مصر تهدئة حالة الهدوء في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاقات مع الفصائل الفلسطينية بشأن تفاهمات الهدوء طويل الأمد على الحدود مع "إسرائيل"، هي أيضا مصلحة مصرية لها تأثير إيجابي على استقرار الحكومة المصرية.

ووصل إلى القاهرة وفود رفيعة من حركة حماس بقيادة إسماعيل هنية وحركة الجهاد الإسلامي بقيادة زياد النخالة لإجراء محادثات مع كبار مسؤولي المخابرات المصرية الذين بادروا بالاجتماعات.

كما شارك ولأول مرة وفد من أعضاء القيادة الجديدة للجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ("سرايا القدس") في الاجتماع مع المخابرات المصرية، الذي حل محل ستة من كبار عناصر الجناح العسكري الذين تم اغتيالهم من قبل الجيش الإسرائيلي خلال عملية "درع وسهم".

التقى وفد من حماس برئاسة إسماعيل هنية بوزير المخابرات المصري، عباس كمال، الذي نقل رسالة من "إسرائيل" مفادها أنها غير معنية بمواجهة عسكرية في قطاع غزة.

وردا على ذلك حذرت قيادة حماس من أن خطوات الحكومة اليمينية في القدس خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى تصعيد جديد.

نقل زعيم حماس إسماعيل هنية رسالة إلى "إسرائيل" عبر المخابرات المصرية مفادها أن عملية عسكرية كبيرة للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية ضد الجماعات المسلحة ستؤدي إلى تصعيد.

بحثت قيادة حماس مع المخابرات المصرية الوضع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة وطالبت بالموافقة على تصدير بضائع جديدة عبر معبر رفح إلى مصر وتحاول السلطة الفلسطينية تخريب تصدير البضائع من قطاع غزة إلى مصر، ورفع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، المطالبة بوقف تصدير البضائع من قطاع غزة.

قال مسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي إنه تم الاتفاق على زيادة التعاون بين حماس والجهاد الإسلامي وعدم السماح لـ"إسرائيل" بدق إسفين بين الحركتين.


مقترح للمصالحة الفلسطينية ..

أفادت صحيفة "الشرق العلوي" في 6 حزيران / يونيو أن المخابرات المصرية قدمت عرضاً لحماس والجهاد الإسلامي يقضيان بالاشتراك مع السلطة الفلسطينية بـ "حكومة تكنوقراط" تشرف على إجراء الانتخابات العامة للمجلس التشريعي والرئاسة في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال عام.

وعبر قادة حماس والجهاد الإسلامي عن موافقتهم من حيث المبدأ على الاقتراح، لكنهم زعموا أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير مهتم بالانتخابات وسيحاول تخريبها.

مصر تعود مجدداً للتوسط بين التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة و"إسرائيل" وبينها وبين السلطة الفلسطينية، فوجئ المصريون بسلوك الجهاد الإسلامي الذي انتهك التهدئة وأطلق مائة صاروخ باتجاه سديروت رداً على استشهاد الاسير خضر عدنان في السجن الإسرائيلي، مما أدى إلى عملية للجيش الإسرائيلي ضد الجهاد الإسلامي.

ويحاول المصريون منع تكرار مثل هذا السلوك في المستقبل من جانب حماس أو الجهاد الإسلامي وأوضحوا للجانبين ضرورة الوفاء بالتزاماتهما بالتهدئة مقابل تسهيلات اقتصادية وإنسانية من "إسرائيل" ومصر.

من المشكوك فيه جدا أن الجهاد الإسلامي سوف يفي بوعوده لمصر، أوضح زياد النخالة في محادثات مع المخابرات المصرية أن منظمته مصممة على مواصلة مقاومة "إسرائيل" ولن تسمح لها بتجاوز "الخطوط الحمراء"

كما يجب ألا ننسى أن الجهاد الإسلامي تسعى للانتقام لاستشهاد 6 من كبار ضباط ذراعه العسكرية الذين اغتالتهم "إسرائيل" في جولة القتال الأخيرة.


تقدر مصر أنها ستكون قادرة على إعادة الهدوء في قطاع غزة إلى نفس الوضع الذي كان عليه قبل عملية "الدرع والسهم"، لكن لا توجد ضمانات بأن حركة الجهاد الإسلامي الخاضعة لتعليمات من إيران ستعمل وفقًا للمصالح المصرية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023