صفقة نووية جديدة تشكل خطراً على "إسرائيل"

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


في نهاية الأسبوع الماضي، أصدرت الولايات المتحدة وإيران بشكل منفصل نفيًا لقربهما من اتفاق نووي مؤقت جديد، لكن في تل أبيب لم يشتروا هذا النفي. التقدير في تل أبيب هو أن دولتين عربيتين تتوسطان بين الولايات المتحدة وإيران أحدها عُمان، وأن تحقيق تفاهمات جديدة بين القوى سيستغرق وقتًا طويلًا بالنسبة لإيران، لكن هذا مصدر قلق كبير لـ"إسرائيل".


وبحسب مسؤولين كبار في تل أبيب، عاد مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، اللذان التقيا مؤخرًا في واشنطن مع جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي، من الزيارة المعنية بكل ما يتعلق بالشأن الإيراني.


تدعي المصادر الإسرائيلية أن المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة وإيران حول اتفاقية نووية جديدة تقوم على مبدأ "الأقل مقابل الأقل"، أي التوصل إلى اتفاق مؤقت حول الأمور التي يمكن الاتفاق عليها، وفي هذه الحالة تدور حول توقف إيران تخصيب اليورانيوم مقابل تمويلها الذي تم تجميده في الغرب وعندها سيتدفق إلى الخزائن الإيرانية عدة مئات من المليارات من الدولارات.


تم طرح هذا الموضوع أيضًا في محادثة بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي توني بلينكين، الذي أنهى زيارته للسعودية في نهاية الأسبوع الماضي.


أخبره رئيس الوزراء نتنياهو صراحةً أن "إسرائيل" تعارض أي اتفاق أمريكي مع إيران وأن أي اتفاق لن يُلزم "إسرائيل".


في تل أبيب، يخشون من احتمال أن تقدم إدارة بايدن مساعدتها في تعزيز عملية التطبيع بين "إسرائيل" والسعودية وبذلك "إسرائيل" لن تعارض اتفاقًا نوويًا جديدًا بين القوى وإيران.


التقى وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكين الأسبوع الماضي في الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحث معه، من بين أمور أخرى، قضية التطبيع بين السعودية و"إسرائيل".


وفقًا لمسؤولين سعوديين، هناك العديد من الصعوبات في دفع القضية، فالولايات المتحدة مترددة في قبول الشروط السعودية فيما يتعلق بطلبها من الأمريكيين لتوريد منشأة تخصيب اليورانيوم، وتوريد طائرات AP-35 وقبول وضع دولة عضو في الناتو، مقابل اتفاقية تطبيع بين السعودية و"إسرائيل".


كما أن هناك عقبات كبيرة منها القضية الفلسطينية فقد أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال زيارة توني بلينكن للسعودية، ما يلي: "نعتقد أن التطبيع مع "إسرائيل" سيفيد الجميع، لكن بدون سلام للشعب الفلسطيني ودولة مستقلة للفلسطينيين، فإن المكاسب من التطبيع مع "اسرائيل" ستكون محدودة".


أعرب مسؤولون كبار في تل أبيب عن قلقهم من أن "إسرائيل" تفقد نفوذها على إدارة بايدن والكونغرس فيما يتعلق بالتهديد النووي الإيراني.


  تشير التقديرات إلى أن "إسرائيل" ستواجه صعوبة في إثارة معارضة في الكونجرس لاتفاق نووي جديد مع إيران لأن الحزب الديمقراطي يسيطر على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ولديه انتقادات شديدة لسياسة الحكومة اليمينية في "إسرائيل"، خاصة تجاه القضية الفلسطينية.


في تل أبيب، تشير التقديرات إلى أنه حتى بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى لن تعارض اتفاقية نووية جديدة مع إيران.


يشكل الاتفاق النووي المؤقت الجديد بين إيران والقوى خطراً على "إسرائيل" لعدة أسباب:


* يفترض أن تحرر الاتفاقية إيران من العقوبات التي فرضها عليها الغرب.


* سيوقف الاتفاق تخصيب اليورانيوم لفترة محدودة، لكن إيران هي بالفعل دولة عتبة نووية وفي غضون ذلك ستكون قادرة على مواصلة تطوير آلية القنبلة النووية ومشروع الصواريخ الباليستية.


كما ستتمكن في غضون ذلك من استكمال العمل على دفن منشآتها النووية في عمق الأرض لحمايتها من احتمال تعرضها لهجوم جوي.


* ستضخ الاتفاقية على الفور 20 مليار دولار في إيران، وبمرور الوقت عدة مئات من المليارات من الدولارات في الخزينة الإيرانية، وبهذه الأموال ستكون إيران قادرة على تعزيز قدراتها العسكرية والقدرات العسكرية لفروعها في الشرق الأوسط.


ستجد "إسرائيل" صعوبة في مهاجمة المنشآت النووية في إيران بينما توقع إيران اتفاقية نووية دولية جديدة مع القوى العظمى.


كما أن هناك مسئولين كبار في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يعتقدون أن اتفاقية نووية مؤقتة جديدة بين إيران والقوى هي الأقل سوءًا لـ"إسرائيل" وأنها أفضل من الوضع الحالي حيث تقوم إيران بكل ما في وسعها بشأن القضية النووية.


وستتواصل المناقشات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حول الاتفاقية الجديدة بين القوى وإيران في الأسابيع المقبلة لصياغة مسارات عمل محتملة لـ"إسرائيل".


"إسرائيل" تواجه معضلة كبيرة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023