نتسيف نت
ترجمة حضارات
في محاولة لتعزيز نظامه في مواجهة الأزمة العميقة الدائرة في سوريا، أجرى بشار الأسد تغييرات كبيرة في بنية قواته خلال الأشهر الماضية، التي تهدف إلى إبقاء الموالين له في النظام وإبعاد أولئك الذين يشكلون خطرًا محتملاً على حكمه، كما كشف فريق معهد الأبحاث المشترك لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة الأمريكية.
ويظهر تقرير المعهد أن آخر وثيقة ترقية للجيش السوري صدرت مطلع العام شملت 30 ضابطا من الجيش والمخابرات، وضمت قادة فرق وكتائب في مختلف المحافظات، لا سيما في درعا وإدلب وإدلب وحمص، لكن تم إدراج اسمين فقط من الضباط الذين تمت ترقيتهم في قوائم عقوبات الدول الغربية، وهما قائد فرقة المهام الخاصة الخامسة والعشرون سهيل الحسن (النمر) وقائد الفرقة 30 بالحرس الجمهوري صالح العبدالله، وكلاهما تمت ترقيتهما إلى رتبة لواء، بالإضافة إلى تعيين اللواء علي عبد الله أيوب في منصب وزير الدفاع، الذي شارك في قمع التظاهرات الداعية إلى الديمقراطية عام 2011، قاد عدة معارك ضد المناطق التي احتلها المتمردون.
ويرى المحللون أن هذه التغييرات في رتب الجيش تهدف إلى إبعاد أي شخص تحوم حوله شكوك حول ولائه للأسد، وللحد من نفوذ بعض الضباط المؤثرين مثل رئيس فرع المخابرات في سلاح الجو جميل الحسن، كما أن التغييرات في القيادة العليا تهدف إلى تحديث بنية الجيش بما يتناسب مع طبيعة الحرب في سوريا.
ويحاول بشار الأسد إجراء هذه التغييرات في الجيش السوري؛ لإثبات قوته، والحفاظ على سلطته في ظروف سوريا الصعبة، لكن هذه التغييرات قد لا تكون كافية لإنقاذ نظامه من الانهيار، لأسباب اقتصادية وإنسانية.
ولا تزال الأزمة التي يعاني منها الشعب السوري مستمرة، كما لا يزال أعضاء المجتمع الدولي يطالبون بحل سياسي ينهي الحرب ويحقق تطلعات السوريين.
ملحوظة في خلفية المقال:
تمت ترقية اللواء سهيل الحسن إلى رتبة لواء خلافاً لرغبة الأسد وبعد مطالبة روسية صارمة بتنفيذ الترقية.
يعد الحسن اليوم أكبر ضابط سوري في الجيش السوري موالٍ للروس ويتبع أوامرهم، بل إنه يرسل جنوده إلى ساحات القتال في أوكرانيا.