موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
مارد المقاومة الفلسطيني الذي ظهر في الضفة الغربية مباشرة بعد عملية "حارس الأسوار" في أيار 2021، من قبل منظمة الجهاد الإسلامي بدعم من إيران، يواصل نموه وتقويته، يؤكد مسؤولون أمنيون كبار أن رئيسي الوزراء بينيت ولبيد كانوا مخطئين عندما لم يتصرفوا بقوة، أكبر ضد الجماعات المسلحة الجديدة التي نشأت في شمال الضفة الغربية.
وتعمل حوالي 20 جماعة مسلحة بالفعل في المنطقة نفسها، كما بدأت المقاومة بالانتشار إلى مناطق في وسط الضفة الغربية وجنوبها.
وتهاجم هذه المجموعات المسلحة بشكل يومي بإطلاق النار على حواجز الجيش الإسرائيلي، ودوريات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين، الذين يتنقلون على طول الطرق الرئيسية في الضفة الغربية.
كما تتصدى الجماعات المسلحة بإطلاق النار لاقتحامات الجيش الإسرائيلي الذي يدخل مراكز المدن الفلسطينية بغرض إعتقال مواطنين، وقد ازداد استخدام العبوات الناسفة في الآونة الأخيرة ضد جنود الجيش الإسرائيلي، وتم إنشاء مختبرات لإنتاج هذه العبوات في المنطقة.
يؤكد الجيش الإسرائيلي والشاباك أن الاعتقالات الليلية، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ليست كافية لإحباط الأنشطة للمجموعات المسلحة، والمطلوب بحسب المصادر العسكرية هو عملية عسكرية واسعة النطاق، تسيطر على زمام الأمور في مدن جنين ونابلس وطولكرم والمخيمات المجاورة لها، واجتثاث المقاومة في عملية شاملة من منزل إلى منزل، يمكن أن تستمر مثل هذه العملية حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
يؤكد مسؤول أمني كبير على ضرورة حرق وعي جيل الشباب الفلسطيني الذي يتم تجنيده في الجماعات المسلحة الجديدة، وهو جيل لم يشهد الانتفاضة الثانية ولا يعرف القوة الحقيقية للجيش الإسرائيلي، وبحسبه، على الجيش الإسرائيلي أن يستعيد المدن الرئيسية للفلسطينيين في شمال الضفة الغربية، لفترة محدودة وأن يعيد بناء قوة الردع.
يوجد في هذه المدن آلاف الأسلحة غير المشروعة، وكميات هائلة من الذخيرة والمختبرات لإنتاج العبوات الناسفة.
يحذر المسؤول الأمني الكبير من أنه إذا لم يتخذ المستوى السياسي قرارًا قريبًا، بشأن عملية عسكرية مكثفة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، فسوف يتم تفسير ذلك من قبل المنظمات الفلسطينية على أنه ضعف، وستبدأ المقاوم بالتدفق إلى المدن الرئيسية في "إسرائيل" نفسها.
وأشار إلى أن المجموعات المسلحة الجديدة تحاول أيضًا إنشاء بنية تحتية في الضفة، لإنتاج الصواريخ التي يخططون بها لمهاجمة المدن الإسرائيلية.
كما تتحدى الجماعات المسلحة الجديدة حكم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتخطط للإطاحة به ومن المفترض أن تشارك في معركة الخلافة، بعد تنحي محمود عباس عن المسرح السياسي.
يزعم المسؤولون السياسيون في تل أبيب أن العملية العسكرية الواسعة للجيش الإسرائيلي، في شمال الضفة الغربية قد تم تأجيلها لسببين رئيسيين:
معارضة الإدارة الأمريكية، أوضح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لوزير الدفاع يوآف جالانت، الذي التقى به في بروكسل أواخر الأسبوع الماضي، أن مثل هذه العملية العسكرية ستضعف السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، وأنه يجب على "إسرائيل" تعزيز التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية من أجل تقويتها.
عمليا، فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها الأمنية في شمال الضفة الغربية، ورئيس السلطة الفلسطينية يرفض الدخول في مواجهة عسكرية مع المجموعات المسلحة.
تخشى "إسرائيل" من أن تؤدي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية، إلى جولة جديدة من القتال على حدود قطاع غزة. ووجهت حماس تحذيرا لـ"إسرائيل" بهذا الشأن الأسبوع الماضي، من خلال المخابرات المصرية.
تواصل إيران تقوية المجموعات المسلحة في الضفة الغربية من خلال تنظيم الجهاد الإسلامي، الذي ينقل لهم الأموال والأسلحة التي يتم تهريبها عبر الأردن إلى شمال الضفة الغربية.
زار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة إيران نهاية الأسبوع الماضي على رأس وفد والتقى، من بين أمور أخرى، بأعضاء كبار في "الحرس الثوري" الإيراني، وسيبعث برسالة في 17 حزيران، يقول فيها "المقاومة الفلسطينية بمساعدة إيران ستؤدي إلى تدمير دولة "إسرائيل".
غالبية الشارع الفلسطيني تؤيد استمرار المقاومة المسلحة صد "إسرائيل"، وتوقفت اللقاءات الأمنية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية التي جرت في العقبة وشرم الشيخ بهدف تعزيز السلطة الفلسطينية، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يواصل فقدان تأييد الشارع الفلسطيني، حسب استطلاع للرأي العام الفلسطيني أظهر استطلاع حديث أجراه المركز الفلسطيني للدراسات السياسية في رام الله، أن 71٪ من الفلسطينيين يؤيدون إنشاء جماعات مسلحة مثل "عرين الأسود" ومجموعة "كتيبة جنين" و"كتيبة جنين"، وإن 86٪ يعتقدون أنه لا ينبغي اعتقال أعضاء هذه الجماعات.
يقدر 51٪ من أفراد العينة بأن التصعيد الأمني سيزداد، استعداداً لانتفاضة ثالثة.
إن المستوى السياسي سوف يبلي بلاءً حسنًا إذا قرر الشروع في عملية عسكرية واسعة النطاق، ضد المجموعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، وبشكل مفاجئ قبل عيد الأضحى القادم، ستنجح "إسرائيل" في الحرب على المقاومة فقط عندما تنجح في أخذ زمام المبادرة ويوجه ضربة استباقية للعدو، كما فعلت في عملية "درع وسهم" ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.