موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
سلطت وسائل الإعلام الفلسطينية والصينية الضوء على زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للصين ولقائه بالرئيس الصيني شي جين بينغ، وأكدوا أن توقيت الزيارة مهم في ضوء تعزيز مكانة الصين في الشرق الأوسط وفي ضوء الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية.
وصل رئيس السلطة الفلسطينية إلى الصين بعد فوز رئيسها في الانتخابات، فيما تحقق الصين إنجازات مهمة في المجالات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية، وبعد نجاح كبير في عملية الوساطة التي قامت بها بين إيران والسعودية، التي أفضت إلى تدشين اتفاق تجديد العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وفقًا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، كان لدى محمود عباس توقعات كبيرة بأن الصين ستتوسط الآن في المفاوضات المتوقفة منذ عدة سنوات بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، وفي الوقت نفسه سوف تتوسط في الانقسام الرئيسي في المجتمع الفلسطيني منذ عام 2007 حتى اليوم بين حركتي حماس وفتح ودفع الطرفين إلى المصالحة الوطنية.
واعتبرت السلطة الفلسطينية لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع رئيس الصين بمثابة إحياء للقضية الفلسطينية وفرصة لإعادتها إلى جدول الأعمال الدولي.
والصين من الداعمين المعروفين للقضية الفلسطينية، لا سيما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث الصين عضو دائم، وتدعم باستمرار كل القرارات لصالح الفلسطينيين.
للصين موقف دائم يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 67، وعاصمتها شرقي القدس، وتعارض سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية.
لكن يبدو أن آمال محمود عباس قد خابت خلال زيارته للصين، وتبدو إنجازات زيارته كما نشرتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" في 14 حزيران هزيلة.
ووقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خلال زيارته للصين، اتفاقية مع الصينيين لبناء طرق في رام الله، وتفاوض معهم على مشروع لتعليم اللغة الصينية في المدارس الفلسطينية، ومنح الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية إعفاءات من التأشيرات.
ورغم الهيجان الإعلامي الذي سبق الزيارة في إعلام السلطة الفلسطينية وفي بعض وسائل الإعلام العربية، يعرب مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية عن خيبة أملهم من نتائج زيارة محمود عباس إلى الصين.
لا تزال الصين تدعم دولة "إسرائيل" كدولة يهودية وتستثمر حتى في مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
لا توجد مؤشرات، حتى هذه اللحظة، على أن الصين تنوي محاولة التوسط بين "إسرائيل" والفلسطينيين من أجل إنقاذ المفاوضات المتوقفة منذ عدة سنوات.
كما لا توجد مؤشرات على أن الصين تعتزم مساعدة الفلسطينيين في الحصول على وضع دولة عضو دائم في الأمم المتحدة، حيث تتمتع السلطة الفلسطينية حاليًا بوضع دولة مراقبة في الأمم المتحدة فقط.
يقول مسؤول فلسطيني كبير إن هناك فرقًا كبيرًا بين الوعود اللفظية الصينية والاستعداد العملي لديهم للعمل عمليًا على الأرض، وأنه يجب ألا ننسى أن الصين لديها علاقات جيدة مع دولة "إسرائيل".
عاد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى رام الله من زيارته للصين خالي الوفاض فيما يتعلق بتوقعاته من الصين أنه من خلالها يمكنه الضغط على "إسرائيل"، يبدو أن الصين لا تستطيع فجأة أن تصبح وسيطًا بين "إسرائيل" والفلسطينيين.
الولايات المتحدة هي الوسيط الرئيسي بين "إسرائيل" والفلسطينيين منذ توقيع اتفاقيات أوسلو وحتى يومنا هذا، لن توافق "إسرائيل" على الوساطة الصينية ولا الولايات المتحدة.
تؤيد الصين عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد الطريق لمفاوضات مباشرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، إلا أن "إسرائيل" تعارض هذه الفكرة التي يحاول الفلسطينيون الترويج لها في السنوات الأخيرة وتعتبرها وصفة لممارسة ضغوط دولية عليها ومحاولة أن تملي عليها الحل الذي يريده الفلسطينيون.
خلاصة القول، تُعرِّف الصين نفسها على أنها دولة محايدة؛ لكن وفقًا للفلسطينيين، فهي تدعم عملية التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية وتعارض الهجمات الصاروخية على "إسرائيل" من قطاع غزة، لذا فإن حيادها فيما يتعلق بالفلسطينيين في شك.
المعارضة الفلسطينية تقول بالفعل إن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هي فشل آخر لسياسته التي تؤكد فقط الحاجة الملحة له للخروج من المسرح السياسي في أسرع وقت ممكن.