مجزرة المدرعات في جنين..قنابل المقاومة تفجر أحلام الاحتلال في حملة واسعة وناجعة

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

قدّم الفلسطينيون في جنين خمسة من شهدائهم البررة، وأكثر من 90 جريحاً في سبيل صد عدوان الاحتلال الغاشم، كانت المقاومة في جنين هذه المرة أكثر جهوزية ونجحت في تحطيم وتهشيم أربعة أساطير صهيونية معاً:

الأولى: أسطورة اليمام، وهي الوحدة القطرية لمحاربة "الإرهاب" والتي تتبع إداريًا لحرس الحدود والشرطة، وتم تشكيلها بالأساس لحماية مطار بن غوريون في أعقاب عملية الياباني كوزوموتو 1972، ويستعين بها الشاباك باستمرار، وتتكون من أربع مجموعات:

.فرقة التوجيه والتجوال.  

.فرقة الاقتحام والاختراق.  

.فرقة القرود.  

.فرقة الانتظار والدعم اللوجستي.  

ويكون في العادة معها كلاب وطائرة مسيرة، وتتميز بكلابها المدربة من كلا الجنسين (الإنسان-والحيوان)، يُذكر أن إسرائيل اعترفت بإصابة خمسة من مستعربي اليمام في منطقة الجابريات مخيم جنين.  

الأسطورة الثانية: وهي وحدة عوكتس، وهي وحدة الكلاب المدربة والتي أصيب منها اثنين من الجنود في جنين، وترافق في العادة كافة وحدات "رأس الحربة" في سلاح البر المهترئ في إسرائيل، يُشار إلى أن تدريب جندي وكلبه "أو كلب وجنديه" تكلف الدولة نحو 4 مليون شيكل في السنة، ومن أشهر من واجه هذه الوحدات المجاهد القسامي نصر عصيدة من تل – نابلس.

أما الأسطورة الثالثة: فهي مركبة الفانتار أي الفهد بالعربية والتي أعلن الاحتلال قبل أيام الانتهاء من تحصينها وتحديداً لمواجهة عبوات نابلس وجنين، إلا أن مقاتلو جنين قد أوسعوها ضرباً حتى خرجت عن الخدمة، وأجبرت الاحتلال أن يفتح تحقيقاً في هذه الفضيحة التي ستشكل ضربة في مجال الوعي، إضافة للتكاليف المالية الباهظة.

وأخيرًا الأسطورة الرابعة: وهي أحلام سموتريتش المعتوه في عملية عسكرية أوسع من كاسر الأمواج المستمرة وبشراسة منذ أشهر دون نتائج تذكر، وهي عملية (كالسور الواقي 2002) والتي ما زالت تداعب خيال المستوطنين وعلى رأسهم سموتريتش وبن غفير، ولكنها أيضاً تقض مضاجع نتنياهو وغالنت وهيرتسي هليفي الذين يرفضونها حتى اللحظة لأسباب مهنية، أي أن إثمها أكبر من نفعها على أمن وسياسة إسرائيل بالمفهوم الأوسع الذي لا تدركه العقول الصغيرة لسموتريتش وبن غفير، ويبدو أن أحد نتائج العملية الفورية قد بدأ يظهر من خلال النية في إلغاء قرار اقتحام قبر يوسف، ودراسة تغيير المركبات التي ستستخدم في شمال الضفة.

أخيرًا هذا هو الشعب الفلسطيني إذن وهذه هي الضفة الغربية إن همهمت أو زمجرت في وجه الاحتلال، أما من يعتقد أن في التعاون والتنسيق مع اليمام وأغوز والفهود الخلاص للشعب الفلسطيني فها هو دليل آخر على ضعف وتآكل هذا الاعتقاد.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023