موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
أُجبر الجيش الإسرائيلي لأول مرة منذ سنوات عديدة على استخدام مروحيات "أباتشي" لإبعاد المسلحين من ساحة المعركة في مدينة جنين، بإطلاق النار عليهم، لمساعدة الجيش الإسرائيلي على مغادرة المدينة بعد اعتقال مواطنين.
المقاومة الفلسطينية تتزايد والأحداث على الأرض تزداد عنفا كما كانت خلال الانتفاضة الثانية.
ظاهرة جديدة تذكرنا بأيام الانتفاضة الثانية هي الاستخدام المتزايد من قبل الجماعات الفلسطينية للعبوات الناسفة الكبيرة ضد الجيش الإسرائيلي.
كبار المسؤولين الأمنيين يحذرون من أن المجموعات المسلحة تحاول تحديد نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي في العمليات الميدانية وتركز على محاولة إلحاق الأذى بالجيش الإسرائيلي أثناء دخول وخروج الجيش الإسرائيلي من وإلى مراكز المدن والمخيمات الفلسطينية في المنطقة "A" باستخدام عبوات ناسفة كبيرة موضوعة على الطرق.
النية هي المس بحرية عمل الجيش الإسرائيلي، وزيادة الردع والتسبب في عدد كبير من القتلى بين جنود الجيش الإسرائيلي.
وتحاول الجماعات المسلحة الفلسطينية تقليد أساليب عمل حزب الله في لبنان، حيث تم إنشاء معامل تفجير في المنطقة نفسها لإنتاج عبوات ناسفة كبيرة لاستخدامها ضد المدرعات التابعة للجيش الإسرائيلي.
العبوة الناسفة الكبيرة التي استُهدفت سيارة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين في 19 حزيران/ يونيو، أصابت 7 جنود، وهي عبوة ناسفة كبيرة تزيد عن 20 كجم من المتفجرات تم تفعيلها عن بعد باستخدام الهاتف الخلوي.
ويخشى الجيش الإسرائيلي أن تزيد المنظمات الفلسطينية من استخدام العبوات الناسفة وتضعها أيضا على الطرق الرئيسية في شمال الضفة الغربية.
هذه الظاهرة الجديدة، تتطلب من الجيش الإسرائيلي والشاباك الاستعداد وفقًا لذلك، وجمع معلومات استخباراتية دقيقة عن مختبرات التصنيع التي تحضر العبوات، وتحديد أماكن زرع العبوات بدقة وتحييدها.
ويقدر مصدر أمني أنه إذا لم يصادق المستوى السياسي قريباً على عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية ضد المجموعات المسلحة، فإنه سيصادق على عمليات عسكرية ضد معامل إنتاج العبوات الناسفة التي أقيمت في المنطقة؛ للحد من خطر إلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين اليهود.
وبحسب تقديرات مسؤولي الأمن الإسرائيليين، فإن ما بين 1000 و 2000 مسلح ينتمون إلى الجهاد الإسلامي وحماس وفتح يعملون بالفعل في شمال الضفة الغربية.
وخلال اقتحام الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع لمدينة جنين، قام وفدان كبيران من حماس والجهاد الإسلامي بزيارة طهران والتقى القيادة الإيرانية وكبار ضباط "الحرس الثوري".
وناقشا استخلاص الدروس من عملية "درع وسهم" للجيش الإسرائيلي ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وتعزيز التعاون استعدادا لمعركة موحدة ضد "إسرائيل" من عدة جبهات في نفس الوقت.
إن نجاح العمليات في شمال الضفة الغربية يشجع إيران، ووفقًا لمسؤولين في حماس، فإن كبار أعضاء "الحرس الثوري" وعدوا بمواصلة تدفق الأسلحة والأموال إلى المجموعات المسلحة في الضفة الغربية من خلال التهريب من الأراضي الأردنية.
وقال زياد الناخلة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن نشاط رجاله ضد الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين هذا الأسبوع له أهمية كبيرة، وأشاد بالضرر الذي لحق بالجيش الإسرائيلي بواسطة العبوة الناسفة، وأكد بأن الروح المعنوية للإسرائيليين تم تدميرها.
في الأشهر الأخيرة، نجح الجيش الإسرائيلي في تنفيذ عملية ناجحة لمكافحة المقاومة في الضفة الغربية دون وقوع إصابات تقريبًا وقتل واعتقال العشرات من المسلحين.
المستوى القتالي لجنود الجيش الإسرائيلي مرتفع للغاية في الظروف الميدانية الصعبة وفي قلب المنطقة المبنية على أساس استخبارات دقيقة، ولهذا تعمل المنظمات الفلسطينية على إيجاد طرق جديدة لوقف أنشطة الجيش الإسرائيلي، فهي تحاول الحصول على ميزة نوعية على جنود الجيش الإسرائيلي وتبتكر أساليب جديدة.
يتفهم الجيش الإسرائيلي والشاباك الآن الاستراتيجية الجديدة للمجموعات المسلحة، وسيركز الجيش الاسرائيلي في الأيام المقبلة على الأنشطة ضد المعامل في الضفة الغربية، ولكن في النهاية، على الرغم من الضغط السياسي الكبير الذي يمارس على "إسرائيل" من أجل الامتناع عن اقتحام منطقة "أ"، ولن يكون أمام المستوى السياسي خيار سوى الأمر بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الجماعات المسلحة في الضفة الغربية التي تحاول الانتشار والسيطرة على المزيد من الأراضي في الضفة الغربية والإطاحة بحكم السلطة الفلسطينية.