07 مايو 2024, الثلاثاء 4:52 م
بتوقيت القدس المحتلة
هل نحن مقبلون على عملية الجدار الواقي 2؟

معهد بحوث الأمن القومي

الجنرال احتياط تامير هايمان
ترجمة حضارات


كانت الليلة الماضية أمسية صعبة للغاية حيث يغلي الدم، وبحق. لكن على وجه التحديد في أمسية كهذه، يجب اتخاذ القرارات بهدوء وليس من خلال الجدل والابتعاد عن التروي.

هناك الكثير من الحديث الآن عن عملية واسعة النطاق وتسمع كلمات "الجدار الواقي" مرات ومرات.

 قامت "إسرائيل" بأمرين أساسيين مع الجدار الواقي: أعادت حرية العمل الميداني ودمرت البنية التحتية للمنظمات الفلسطينية.

 كل من هذه الإنجازات لا تزال موجودة حتى اليوم. هناك حرية كاملة للعمل في الميدان، ونعمل حيثما نريد والبنية التحتية للمقاومة التي نواجهها اليوم أقل تطوراً بكثير؛ لذلك، وعلى الرغم من الدماء التي تغلي من هذا المساء الصعب، ورغم حقيقة أن الأيام الصعبة المتوقعة في المستقبل كما كانت في الماضي، يجب أن نتصرف بهدوء وبعزم وفي خضم هذه اللحظة يجب ألا نتقدم بمقترحات كلها أساليب -زيادة حواجز الطرق، واستخدام طائرات الهليكوبتر القتالية والقيام بعملية كبيرة أو متوسطة أو صغيرة- هذه كلها أساليب، كما يوجد عدد كافٍ من الأشخاص الموهوبين في المنظومة الأمنية الذين يعرفون الآن كيفية تقديم أساليب أفضل من هذه.

وما يجب مناقشته هو الهدف وما الذي تريد "إسرائيل" تحقيقه، إذا كنت ترغب في تغيير الوضع الأمني الحالي؛ فقد تضطر إلى التصرف بشكل مختلف، ولكن يجب أن نتذكر أنه لا يوجد عمل عسكري بدون غطاء سياسي وبدون هدف أوسع.

 والتساؤل الآن، ما هو الوضع الذي نريده؟ ماذا سيحدث للسلطة الفلسطينية؟، لا يجب أن نتدخل فقط في المكان المناسب لنا، المكان التكتيكي المحلي، ويعتبر أحد أكبر مخاطر عملية واسعة النطاق هو تسريع انهيار السلطة الفلسطينية.

مثل هذا الانهيار يتعارض مع مصلحة الأمن القومي الإسرائيلي؛ لأنه سيؤدي إلى آثار أكثر خطورة للجماعات المسلحة غير المقيدة، وسيؤدي إلى زيادة مسؤولية "إسرائيل" عن الحياة اليومية لملايين الفلسطينيين، وسيؤدي إلى انتقادات كبيرة في المجتمع الدولي.

بمعنى، حتى لو ذهبنا إلى عملية واسعة- في الطريق إلى اليوم التالي لأبو مازن والاضطراب الكبير- فإن تقوية السلطة الفلسطينية وبالتأكيد عدم انهيارها يتماشى مع المصلحة الأمنية لـ"إسرائيل".

كلمة أخيرة، قليل من العمل والنتيجة، لقد أمضينا أكثر من عام في عملية مكثفة للغاية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، استشهد فيها أكثر من 130 فلسطينيًا، معظمهم من المسلحين.


"العدو" في محنة، يرد على قتله، لولا نشاط الجيش الإسرائيلي هذا، لكنا نرى حقيقة مختلفة تمامًا وأكثر صعوبة.

أيضا بخصوص جنين، العمل والنتيجة، تم تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع ولسوء الحظ أصيب جنود، ولكن نجحت عملية الإنقاذ واغتيال المقاومين.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023