القناة الـ12
سبير لفكين
ترجمة حضارات
مسلحون بالبنادق ويرتدون عصبات رأس لحماس، تكشف صور المنفذان اللذين نفذا الهجوم في مستوطنة عيلي يوم أمس (الثلاثاء) الفوضى الأمنية التي تحاول المنظمة الفلسطينية إحداثها في الضفة الغربية.
يريدون رسم صورة للنصر يصنعون من خلالها أكبر قدر ممكن من التصعيد والهجمات؛ بينما يظل قطاع غزة هادئًا، خارج اللعبة.
"الدم بالدم" الرواية الفلسطينية بعد العملية
بعد وقت قصير من العملية التي أودت بحياة أربعة مستوطنين، أصدرت حماس بالفعل بيانات رسمية تشيد بها وتدعي أنها جاءت "ردًا على اقتحام مخيم جنين للاجئين" الذي استشهد فيه 6 فلسطينيين.
المنفذان اللذان نفذا العملية هما شابان (24 و 25 عامًا) من منطقة نابلس، أسرى محررون، وقرروا القيام بـ "مهمة انتقامية".
في هذا الوقت، يقيم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وكبار مسؤولي الحركة في طهران، ويتم تكريمهم من قبل الملوك، وقبل ساعات فقط من العملية التقوا بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وبعد ذلك، تم تسجيلهم إلى جانب قائد الحرس الثوري.
وقال هنية أمس أن "من اعظم إنجازات المقاومة الفلسطينية التنسيق بين جميع الفصائل الجهادية" داعية إلى مزيد من الهجمات. "هذا هو المطر الأول والقادم أقوى".
صالح العاروري يوجه المقاومة في الضفة من طهران
هنية ليس بمفرده، صالح العاروري، الرجل الثاني في حماس الذي يسيطر على المقاومة في الضفة الغربية ويوجهها عن بعد، يقف إلى جانبه خلال زيارته لطهران.
وهو يتفوق على نشاط حماس المكثف لتعزيز البنية التحتية للمقاومة في الضفة الغربية، ويشكل المحور الرئيسي بين حماس ومعسكر المقاومة اليوم، وتحتضنه أذرع إيران وحزب الله.
تقدم حماس العملية في مستوطنة عيلي واقتحام الجيش الاسرائيلي لجنين على أنه إنجاز حقيقي.
تخشى المؤسسة الأمنية من أن هذا قد يقوي احتمالية تصعيد عتبة التصعيد في الضفة الغربية وأن يتسبب في تهديدات فردية أخرى لتبني مسار العمل وشن هجمات مقلدة ستجعل الفترة الحساسة أكثر تعقيدًا.
الصراع الداخلي بين حماس والجهاد الإسلامي
في هذا الوقت يبدو أن حماس والجهاد الإسلامي لديهما صراع خاص بهما ويتنافسان على لقب "مولد العمليات ضد الصهاينة".
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد الناخلة، يعلن بالفعل عن وحدة الفصائل، لكن حماس لا تحب هذه الفكرة، حتى لو كان كبار مسؤوليها يبثون أعمالهم كالمعتاد، إنهم يخشون أن تهدد أرجل الجهاد الإسلامي الهيمنة التي يسيطرون عليها وقد تلحق ضرراً استراتيجياً بسيطرتهم.
من ناحية أخرى، يشعر الكثير من الجمهور الفلسطيني بالإحباط من الواقع المعقد الذي يستيقظون عليه، ويتمنون روتينًا لا تتأثر فيه حياتهم بالحوادث الأمنية المستمرة ويأملون ألا تفرض "إسرائيل" عقوبات عليهم.
وقال أحد سكان نابلس لـلقناة الـ12الاسرائيلية إن "المستوطنين يهاجمون ممتلكات ومنازل الفلسطينيين، خاصة في القرى المجاورة للمستوطنات في شمال الضفة الغربية، كما حدث أمس في قرية اللُبّن الشرقية".
ويطالب المجتمع الفلسطيني بتشكيل لجان داخل القرى لصد اعتداءات المستوطنين العنيفة ".
القيادة الفلسطينية: انهم يخشون انتقام المستوطنين
أدت الأعمال الانتقامية التي قام بها المستوطنون الليلة إلى وقوع العديد من الأضرار - أحرقت منازل وسيارات، واشتعلت النيران في محطة وقود، وتعرضت أعمال تجارية للتخريب.
وأذهلت الصور القاسية التي خرجت من قرية اللُبّن الشرقية السكان في خوف ووصفوا هذه الاضطرابات بأنها "هجمات شديدة الخطورة".
كما أن أعضاء القيادة في رام الله يضعون أعينهم على ما يحدث ويعلنون في محادثات مغلقة أنهم "خائفون من المزيد من الهجمات الانتقامية" التي قد تؤدي إلى إشعال فتيل الانتفاضة.
كشف استطلاع حديث للرأي العام الفلسطيني عن نتائج مثيرة للقلق يجب أن تبقي رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن مستيقظًا.
71% يؤيدون قيام مجموعات مسلحة، وقائد حماس هنية يحصل على 56٪ (مقابل 33٪ فقط لأبو مازن).
وتعكس هذه الأرقام التأييد الشعبي الذي تتلقاه حماس، التي تخلق المزيد من المعاقل في شمال الضفة الغربية، على حساب السلطة الفلسطينية التي ما زالت تضعف وتفقد سيطرتها.