ما الذي تخشاه "إسرائيل" في الضفة الغربية؟

مهند شريم

الباحث في الشأن الصهيوني

بقلم:
 مهند شريم  
باحث بمركز حضارات


اعتمدت الرؤية الأمنية الإسرائيلية على ما بات يعرف بالجدار الحديدي، وهي رؤية مؤسس اليمين الصهيوني "زئيف جابوتنسكي" والتي تبناها باني ومؤسس الدولة الصهيونية "ديفيد بن غوريون"، حيث اعتمدت هذه الرؤية على القول بأن الفلسطينيين لن يسلموا أرضهم لليهود ولن يعترفوا بهذا الكيان، وسيقاوموه؛ كلما سنحت الفرصة لهم بذلك، ولذلك علينا أن نضربهم باستمرار وأن نبني بيننا وبينهم جداراً حديداً قوامه جيش قومي وسلاح نووي، وحليف دولي لا يتخلى عنا، حتى يفهم الفلسطيني ولو بعد مئة عام أن لا خلاص لهم إلا بالتسليم أو الاستسلام.  

إلا أنَّ الحركة الصهيونية وبعدها الدولة العبرية ورغم امتلاكها كل أسباب التفوق، إلا أنها وبعد أكثر من مائة عام لم تتمكن من قراءة الشعب الفلسطيني جيداً، ولم يدركوا أن الشعوب لا يتم ردعها وأن الأجيال تتوارث البطولات ولا تأبه بالهزائم، وهذا ما حصل في جنين، فالجيل الذي يُقاتل هناك هو الجيل الذي ولد مع أو بعد انتفاضة الأقصى، ولم يأخذ منها إلا سيرة الأبطال الذين قاتلوا العدو وصاروا بعدها شهداء وجرحى وأسرى، وهم من باتت تخشاهم "إسرائيل" ،ولعل أهم ما يخشاه الكيان في الضفة الغربية ما يلى:  

1. تآكل نظرية الردع الإسرائيلي وبالتالي تزايد العمليات الفدائية وهو ما قام به شباب فلسطين الثائر وعلى وأسهم أبطال القسام في حوارة والأغوار وعیلي وديزنکوف، و أكثر ما يخشاه الصهاينة في هذا الإطار هو اتساع رقعة المواجهة العسكرية، لتشمل جنوب الضفة ،وخاصة منطقة الخليل لما فيها من خزان فلسطيني مقاوم.  

2. انهيار أجهزة السلطة الأمنية وتحويل بندقيتها إلى صدور العدو الصهيوني، فبعد سنوات من العمل على ضبط هذه البندقية وحرف بوصلتها، فإن تصويب وجهتها إلى صدر العدو قد يغير وجه المنطقة.

3. تطوير ما تمتلكه المقاومة من أدوات وذلك على صعيدين:  

الأول: تطوير العبوات الناسفة التي يمكن لها أن تمنع قوات الاحتلال من الاجتياحات المتكررة، وتلزمها عند كل اجتياح على استخدام المركبات الثقيلة والمصفحة، وهو ما يثقل حركتها ويسهل كشفها .  

الثاني: تطوير الصواريخ وهذا من أكبر كوابيس الاحتلال، بسبب قدرة تلك الصواريخ على ضرب كل مكان داخل الكيان على طول حدود الضفة الغربية معه، وهو ما تخشاه "إسرائيل" وتحذر منه.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023