قراءة الإشارات.. هل نتجه نحو انتفاضة ثالثة؟

قراءة الإشارات.. هل نتجه نحو انتفاضة ثالثة؟ 

كان - أليؤور ليفي

ترجمـــة حضــــارات


عبوات في مخيمات اللاجئين، عمليات كل يوم تقريبا، 130 شهيدا فلسطينيا منذ بداية العام وتبادل إطلاق النار في اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمدن الفلسطينية، قولوا لي ماذا يحدث هنا هل نحن في انتفاضة؟

حاولوا أن تتذكروا عدد المرات التي سمعتم فيها في العقد الماضي عن مصطلح "الانتفاضة الثالثة" ومع ذلك يظل دائمًا "الثالثة"، وليس الرابعة أو الخامسة. لماذا؟ لأنه في كل مرة تم الإعلان عن هذه الكلمة في الماضي، تبين أنها ليست انتفاضة ولا ثالثة "لا دب ولا غابة".

"الانتفاضة" مصطلح زلق، لم يسبق لأحد أن حدد أين تنتهي موجة التصعيد وتبدأ الانتفاضة؛ لذلك من السهل جدا أن نخطئ في التمييز.

الانتفاضة هي انتفاضة واسعة النطاق ومكثفة؛ لذا يجب أن تفي بشرطين أساسيين:

1. يتطلب مشاركة جماهيرية موزعة على مساحة كبيرة.

2. أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم بدور فاعل في القتال ضد الجيش الإسرائيلي.

لكن لم يتم استيفاء أي من هذه الشروط حاليًا، هذا التصعيد محصور في شمال الضفة، خاصة جنين ونابلس، بينما في المدن الفلسطينية الأخرى روتين كامل.

الأجهزة الفلسطينية لا تشارك في القتال باستثناء عدد قليل من المسلحين الذين تركوا صفوفهم وبشكل مستقل.

لكن هناك جانب آخر  على عكس التصعيد السابق، يستخدم الطرفان هذه المرة وسائل لم نشهدها هنا منذ أيام الانتفاضة الثانية المظلمة.

انظروا، نحن في نهاية عهد أبو مازن وهناك وضع نواجه فيه حقيقة قاتمة، حيث ستفقد السلطة الفلسطينية المزيد والمزيد من سيطرتها على الأرض برحيله.

تُظهر الإحصائيات أنه مرة كل عقد كان هناك مواجهة عسكرية كبيرة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، ووفقًا للعلاقة بين الوضع الجيوسياسي والإحصاءات، يبدو أننا مرة أخرى قريبون من المواجهة القادمة؛ لذلك ستكون هذه المرة انتفاضة شاملة؟ 

لسوء الحظ لم يعد من الممكن استبعاد هذا الاحتمال.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023