هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
الأهداف المحددة لعملية الجيش في جنين محدودة: إيجاد المطلوبين واغتيالهم، استعراض قوي للعضلات، ومحاولة للحد من قدرة المسلحين الفلسطينيين على تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية. وبحسب مصادر عسكرية، لا توجد نية لاحتلال مخيم جنين، ولا تدمير البنية التحتية "الإرهابية" في مدينة جنين بل في المخيم فقط.
يبدو أن الجيش الإسرائيلي فضل فعلاً مواصلة نشاطه "الروتيني"، والذي تضمن عمليات تسلل مخطط إلى المخيم باستخدام معلومات استخباراتية دقيقة وقوات محدودة حققت خلال فترة من الزمن بعض الإنجازات (عاموس هارئيل، "هآرتس"، 3.7)، لكن على ظهر الجيش الإسرائيلي، هناك حرب قوية، حيث يمارس الطرف السياسي المتطرف قواته: وزراء عوتسما يهوديت، قيادة المستوطنين بقيادة رئيس مجلس "شومرون" الإقليمي، يوسي دغان، مثيري الشغب الذين ينفذون مذابح تحت عين الحكومة المفتوحة والمشجعة، والمجرمون الذين يسمون قادة الجيش الإسرائيلي بـ "القاتل" و "الخائن"، الذين تمكنوا في نشاطهم الخطير من إجبار الحكومة على الموافقة على عملية أطلق عليها "عملية امتصاص الصدمات".
ومرة أخرى يتضح أن رئيس الوزراء، الرجل الذي سبق أن حصل على مكانة "العقل الواعي الأمني"، الذي تجنب عمليات المفاخرة العسكرية التي تعرف بداياتها ولكن نهايتها كانت كارثية، سُحق تحت صرخات انكسار المديرين الحقيقيين لحكومته، ومثل هذه العمليات تعزز الوهم الخطير بأن أسس "الإرهاب" الفلسطيني مدفونة في مخيم واحد للاجئين أو مدينة واحدة، وأن ضربة قوية واحدة تكفي لتدمير بنيته التحتية.
الدافع لإيذاء الإسرائيليين يزداد قوة مع تزايد حدة الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين في الضفة، نهب الأراضي، ونهب الممتلكات، والقيود على الحركة، واعتقالات بمئات الآلاف، وقتل الأبرياء، وإقامة المزيد والمزيد من المستوطنات، وشرعنة البؤر الاستيطانية، وإضرام النار في المنازل والسيارات، واقتلاع الأشجار، وتدمير المحاصيل ليست سوى جزء من قائمة القمع الذي تمارسه إسرائيل بالتعاون مع المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين.
وفي ضوء فظائع الاحتلال وأعمال العنف التي قام بها المستوطنون، لا يمكن لإسرائيل أن تتوقع السلام والهدوء في منطقة تعتبرها هي نفسها خاضعة لـ "تصور عدائي"، وهي عبارة تهدف إلى التحايل على استخدام مصطلح الاحتلال.
وطالما استمر هذا الواقع؛ فسوف يستمر روتين مكافحة الإرهاب، فالحل لا يكمن في أزقة مخيم جنين أو إقامة المستوطنات.
كما يجب على رئيس الوزراء ووزير الحرب أن يوقفوا العملية في جنين، التي تورط جنود الجيش في معارك شوارع خطيرة، وأن يوجهوا جهودهم إلى الترتيبات المناسبة مع السلطة الفلسطينية.