لن تُحرَق سِوى بنار المُخيم.
#حسم_المخيم
كلمات المقاتل العنيد، متحصِّنٌ بخندقٍ في حارة الدَّمَج، في ذاته يقول أشعرُ بدفءِ المعركة في صدري، تتسارعُ أنفاسُه مع كلِّ الطلقاتِ المُرسَلة، وتكبيرات أحد المقاتلين من شباب الكتيبة، ابتسمتُ وأنا مُعِانقًا أرضية الزقاق الذي يؤويني، تحوَّلتُ عن وضعيتي قليلًا الى جانبي الأيمن، مُتحرِكًا عن وضعية القتال الأرضي، ووجَّهتُ كلامي لأسد الكتيبة فقلتُ كأنك بالتكبير تدقُّ أبوابَ الجنة، وأرى الحبيبَ المُصطفى (صلى الله عليه وسلم) ينتظرني ويشيرُ إليّ يده اليمنى مستعجلًا أن اركب مع الراحلين الذين تركوا الدنيا وزُفوا إلى الجنة، وبغرابةِ المشهد رأيتُ حمزة والعمّوري وسلامة متحلِّقين مع الشهداء، عرِفتُ بعضهم وأقمارٌ أخرى لا أعرفها، علاماتٌ كالنجم في رحى الكون تزدان بالمعاني تلألؤًا، وإن تُهتَ عن المسير فانظُر إلى السماء ترى الطريق تبايُنًا، انتبهتُ إلى صَليةٍ من الرصاص تزغردُ من حارةِ الصفُّوري نزول نحو مسجد الأنصار، فعلا صوت النفير من داخل المسجد، أخذتُ شهقة البارود، فامتلأ صدري بها، ردَّدتُ الحمد والتكبير، شباب الكتيبة ما زالوا متمترسين حول المنبر، أدكُّ العدو بالرماية المضبوطة، فاليوم يوم الملحمة، صراخٌ من جهة العدو، بكاءٌ وعويل وفي خلفي أن ما حصل اقتحام (ناحل العوز) هناك عند سيف القدر أقوم به اليوم هنا في معركة بدر الثالثة على أرض مخيم جنين، أرض الفرقان لستُ بعيدًا عنكم، فلقد رحلتُ دون دموعٍ إلى العلياء، فأنا الشهيد علي الغول.