بقلم/ مهند شريم
هاجم العدو الصهيوني مدينة جنين ومخيمها؛ راجيًا تحقيق العديد من الأهداف، والتي كان من أهمها قتل أكبر عدد من المجاهدين، خاصة أولئك الذين يتهمهم بقيادة العمل المقاوم في مخيم جنين، وبالأخص منهم أولئك الذين نفذوا عمليات إطلاق النار، وتمكنوا من قتل مستوطنين صهاينة، واحتموا بعد ذلك في المخيم، هذا بالإضافة إلى أهدافٍ أخرى منها، ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة في المخيم، وذلك عبر الحرق والهدم والتخريب للبيوت والممتلكات الخاصّة والعامة، أضف إلى ذلك الرسالة التي أراد العدو إيصالها إلى من يراهم يدعمون المقاومة، سواءً في غزة أو طهران أو بيروت، والتي مفادها سنكسر يدكم الطويلة في الضفة، ولن نسمح لكم بالتمدد، وطبعًا يضاف إلى كل هذا رغبة نتنياهو بالحفاظ على ائتلافه الصهيوني المتطرف الحاكم؛ ليجعل من دماء الفلسطينيين صمغًا لاصقًا لهذا الائتلاف.
لكن وأمام مقاومة صامدة وقوية، رغم ضعف إمكانياتها بات يمكننا القول إن العدو لم يحقق شيئًا من أهدافه، رغم دماء الشهداء وآثار التخريب التي تركها خلفه، وهذا ما يدعونا للسؤال الأهم، ماذا بعد معركة جنين الأخيرة؟ وما هو الدور المنوط بفصائل المقاومة للحفاظ على ما أنجز من صمود وثبات أمام آلة البطش الصهيونية؟ ويمكن إيجاز المطلوب بالنقاط التالية:
1. يجب أن تكون هناك إغاثة عاجلة للحاضنة الشعبية للمقاومة في جنين ومخيمها، إغاثة مادية ومعنوية؛ لمسح آثار العدوان خلال فترة زمنية قصيرة جدًا.
2. يجب البدء بتشكيل كتيبة واحدة في مخيم جنين، تحت قيادة واحدة تشمل كل الفصائل المقاومة، وذلك لمواجهة التحديات القادمة، ولتكون نموذجًا للمناطق الأخرى؛ لأن وحدة المجاهدين وعملهم المشترك تحت قيادة ميدانية واحدة ستضاعف من أثرهم وقوتهم وفعلهم.
3. يجب أن تشكل الآن وفورًا غرفة مشتركة على مستوى الضفة الغربية، لكل فصائل المقاومة، تعمل على تعزيز الكتائب في كل مدن الضفة وإنشاء كتائب في كل مكان لا يوجد فيه.
4. لم يعد مقبولًا أن تبقى مناطق خارج نطاق العمل المقاوم المباشر، وتحديدًا منطقة الخليل، فهذا خلل كبير في بنية العمل المقاوم في الضفة، يجب إصلاحه وفورًا؛ لتوسيع رقعة المقاومة وتخفيف الضغط على المقاومين في شمال الضفة.
5. يجب على قيادة المقاومة البدء بتوفير خطوط إمداد وسلاح نوعي لكل العاملين في الضفة وخاصة في مخيم جنين، وهذا السلاح يمكنه أن يكسر المعادلة مع جيش الاحتلال، ويمنعه من الدخول إلى المناطق التي ستحرر بفعل المقاومة بإذن الله.
إن ما حدث في تلك البقعة الصغيرة من فلسطين، لهو مؤشر على قدرة شعبنا على تحقيق الإنجاز، وإنجاز التحرير والانتصار على العدو الصهيوني، وإنهاء مشروعه، ودفن "إسرائيل" الصغرى والكبرى معًا في قبر واحدٍ يكتب على شاهده، كانت هنا دولة تسمّى "إسرائيل".