موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
عملية الاعتقال التي نفذتها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في منطقة جنين لنشطاء الجهاد الإسلامي، تُعرض "للخطر" اجتماع المصالحة للفصائل الفلسطينية في القاهرة، المقرر عقده في الثلاثين من الشهر الجاري، برئاسة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
شنت السلطة الفلسطينية موجة اعتقالات في منطقة جنين فور زيارة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لمدينة جنين ومخيمها، وادعاء الجهاد الإسلامي أن محمود عباس انتهك الاتفاق بينه وبين كتيبة جنين بأنه لن تكون هناك اعتقالات لمطلوبين مقابل مرور زيارته لجنين بهدوء، والسلطة الفلسطينية تنفي وجود مثل هذا الاتفاق.
تستشيط الفصائل الفلسطينية وحماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية غضبًا على السلطة الفلسطينية؛ بسبب موجة الاعتقالات، وتعتبر مقاطعة الاجتماع في القاهرة رسالة احتجاج وتحذير ومطالبة السلطة الفلسطينية بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
إن عدم مشاركة الفصائل الفلسطينية المهمة في اجتماع القاهرة سيكون بمثابة ضربة سياسية لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي يخطط لاستغلال هذا الاجتماع لتجديد الشرعية الدولية التي فقدها في العامين الماضيين بعد سيطرة الفصائل الفلسطينية على شمال الضفة الغربية الموالية لإيران.
وقال خضر حبيب، العضو البارز في حركة الجهاد الإسلامي، في 18 يوليو/تموز: إن "السلطة الفلسطينية تعرض اجتماع القاهرة للخطر من خلال الإصرار على إجراء اعتقالات بين نشطاء تنظيمه، وعدم مشاركة الفصائل الأخرى في اجتماع القاهرة"، ووصف الاعتقالات مع عبارة "جريمة وخطأ وطني".
وتقول مصادر حماس إن الاجتماع المزمع عقده في القاهرة هو فخ من محمود عباس للفصائل الفلسطينية يجب ألا تقع فيه.
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يتجاهل همسات الشارع الفلسطيني الداعمة للفصائل المسلحة في جنين، ومطالبة الفصائل الفلسطينية بوقف الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في صفوف حماس والجهاد الإسلامي في أنحاء الضفة الغربية.
أعطت "إسرائيل" للسلطة الفلسطينية فرصة لإثبات -مرة أخرى- أنها تستطيع استعادة السيطرة الأمنية في منطقة جنين في المرحلة الأولى، وبعد ذلك في شمال الضفة الغربية بأكملها، حيث أمر رئيس الوزراء نتنياهو الجيش الإسرائيلي والشين بيت بعدم دخول منطقة جنين للسماح للسلطة الفلسطينية لوقف المطلوبين من الجهاد الإسلامي.
إدارة بايدن راضية عن قرار نتنياهو، وأوضحت لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أن الكرة الآن في ملعبه وعليه إثبات قدراته في الحرب ضد المقاومة.
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عالق بين المطرقة والسندان وعليه إثبات قيادته، ويقدر كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية أنه سيتوقف الآن عن حملة الاعتقال إلى ما بعد اجتماع المصالحة في القاهرة؛ حتى لا يقدم عذرًا للفصائل الفلسطينية لكي لا تقاطع الاجتماع.
في غضون ذلك، شجعت حركة حماس الشارع الفلسطيني على النزول إلى الشوارع والتظاهر من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وهدد أكرم رجوب محافظ جنين باعتقال كل المطلوبين المتورطين في الاعتداء على منشآت السلطة الفلسطينية في منطقة جنين.
وتحاول الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية اختراق صفوف جماعة "كتيبة جنين" لإقناع عناصرها بتسليم أنفسهم وأسلحتهم كما فعلوا وقتها مع جماعة "عرين الأسود" في نابلس، لكن على ما يبدو أن فرص ذلك ضئيلة، فإن "كتيبة جنين" لديها نواة من مجموعة من نشطاء الجهاد الإسلامي المرتبطين مباشرة بالأمين العام للجهاد الإسلامي، زياد النخالة، والموالين له، متحدون أكثر بكثير من جماعة "عرين الأسود" في نابلس، وموالية عقائدياً لأفكار الجهاد ضد دولة "إسرائيل" واليهود.