دائمًا ما تكون الأخطاء القاتلة أحداث تاريخية!
بقلم الكاتب:
إسلام حامد
في الوقت الذي تتصاعد فيه مسيرات الاحتجاج على التعديلات القضائية، متحولة إلى شبه ثورة شعبية، تقودها حراكات شبابية ونقابات متعددة ومنتديات ذات أهمية واعتبار في الكيان الصهيوني، وصولًا إلى الأكثر فعالية الحاصلين على العناوين الكبرى في المتابعات اليومية، رافضي الخدمة العسكرية وبالأخص منهم عناصر سلاح الجو الصهيوني، يستعد نتنياهو للخروج إلى تركيا، قبرص ولاحقًا المغرب في جولة علاقات عامة في ظنه ستبقيه حاضرًا كرئيس وزراء مسيطر على الأحداث الداخلية في الكيان، ومواجهًا لكل التحديات الأمنية انطلاقًا من بؤرتها في مخيم جنين وسائر عموم الضفة الفلسطينية ولا أقول: بأن نهايتها في طهران.
الإرباك في المشهدية اليومية نابع من تعقيدات تتوالى وقد لا يتم حلها أو حصرها، كإصرار الائتلاف الحاكم على المضي في مسار التعديلات القضائية وتقديم التشريعات الجدلية للتصويت، أو ما حصل منذ يومين حينما قدم نتنياهو خطاب الاتهامات لمعارضيه، دون أن يكون صاحب الإشكالية بدءًا منه إلى التحديات الأمنية والتحولات الجذرية في شكل المقاومة وفعاليتها في الضفة الفلسطينية وارتداد كل ما سبق على علاقة الكيان بالحليف الدولي وهنا أمريكا، أو ظهور سؤال الحاجة إلى الاتفاقية الإبراهيمية وجدواها عربيًا قبل كل شيء، باعتبار أن الكيان يمرّ في مرحلة ارتباك وإرباك لكل من لع علاقة معه، وغير ذلك..
وصولًا إلى إمكانية حصول الخطأ القاتل الذي سيغير وجه المنطقة من جديد، بالأمس قدّم تلفزيون المنار، الواجهة الإعلامية لحزب الله اللبناني مقطع فيديو يظهر فيه "هرتس هيلفي- رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الصهيوني" بدون واقي للرصاص أو خوذة على الرأس، في إشارة إلى أن حزب الله ومقاتليه لديهم القدرة على الإحاطة برأس هيلفي بكل سرور في حال تلقوا الأوامر بذلك.
ومع أن حزب الله يراقب الحدود، والنشاطات العسكرية للجيش الصهيوني، ويعمل على إعادة صياغة شكل المنطقة في الشمال الفلسطيني من خلال نصب المخيم ونشر مقاتلي الرضوان على الحدود إلا أنه لم يقرر تنفيذ عملية قنص أو استهداف مركز لهيلفي ومن معه.
في الكيان قالوا: أن حزب الله تفاجأ بوجود رئيس هيئة الأركان على الحدود ولم يكن مستعدًا لعملية الاستهداف، إن كانت تحت التنفيذ منذ البداية، أو قد يكون لحزب الله نقطة صفر أخرى!!
