اتفاق سري بين السلطة وإسرائيل للقضاء على مقاومة الضفة


خلايا المقاومة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية
​​​​​​​
موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات





امتنع الجيش الإسرائيلي عن دخول مدينة جنين ومخيمها بناءً على تعليمات القيادة السياسية للسماح للسلطة الفلسطينية باستعادة سيطرتها الأمنية على المنطقة، واعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية حتى الآن حوالي 15 عنصرًا من الجهاد الإسلامي، لكنها تتجنب دخول مخيم جنين للاجئين نفسه حيث يتواجد فيه حوالي 150 مقاومًا.

وامتنع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن استمرار موجة الاعتقالات خشية أن تؤدي الاعتقالات إلى تعطيل اجتماع المصالحة المزمع مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة في الثلاثين من الشهر الجاري، وهو الاجتماع الذي بدأه في محاولة لاستعادة الشرعية الدولية التي فقدها.


ويزعم مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية أنه بعد الاجتماع في القاهرة، ستستأنف السلطة الفلسطينية نشاط محاربة المقاومة في منطقة جنين، لكن هذا لا يزال يتطلب دليلًا على الأرض، أوضحت "إسرائيل" للسلطة الفلسطينية أن استئناف النشاط المعادي من منطقة جنين سيؤدي إلى دخول الجيش الإسرائيلي المنطقة فورًا.

في غضون ذلك، يعمل الجيش الإسرائيلي والشاباك في ثلاثة مراكز رئيسية: مخيم نور شمس في منطقة طولكرم، ومخيم عسكر بالقرب من نابلس، ومخيم عقبة جبر في منطقة أريحا.

هذا الأسبوع، دخل الجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة، كجزء من عملية عسكرية مكثفة، في نفس الوقت الذي أقيمت فيه هذه المخيمات الثلاثة للاجئين حيث أقيمت بنى تحتية كبيرة للجهاد الإسلامي وحماس.

ولم يسفر اقتحام الجيش الإسرائيلي عن عدد كبير من الاعتقالات؛ لأن المقاومين عرفوا مقدمًا بتحرك عشرات المركبات التابعة للجيش الإسرائيلي ومئات الجنود، ويحصن المقاومون أنفسهم في هذه المخيمات، ويزرعون عبوات ناسفة كبيرة تحت الطرقات والممرات وينصبون كمائن للجيش الإسرائيلي.

ولعل أبرز مثال على ذلك هو مخيم نور شمس الذي تبنى أساليب عمل مخيم جنين للاجئين، عندما دخل الجيش الإسرائيلي إلى المخيم، استخدمت عبوة ناسفة كبيرة ضد الجيش الإسرائيلي، ولم تسفر بأعجوبة عن وقوع إصابات.

دخل الجيش الإسرائيلي إلى مخيم نور شمس للاجئين وعشرات الآليات والجرافات التي فتحت طرقات المخيم لتفجير عبوات ناسفة مدفونة تحت الأرض، بحسب سكان المخيم، لحقت أضرار كبيرة بالبنية التحتية للمياه والكهرباء في المخيم، والتي تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الشواقل.

 ما يميز هذه المخيمات الثلاثة هو الكثافة السكانية على مساحة صغيرة جدًا، مما يسمح للمقاومين بالمناورة داخل المنطقة.

تبلغ مساحة مخيم نور شمس مساحة 210 مترًا مربعًا، ويعيش فيه 13500 ساكن، ويبلغ عدد سكان مخيم عسكر 23700 ساكن على مساحة 119 ألف متر مربع، بينما يبلغ عدد سكان مخيم عقبة جبر 10 آلاف ساكن على مساحة 1.7 كيلومتر مربع.

سيتعين على الجيش الإسرائيلي تغيير أساليب العمل ضد المقاومين في مخيمات اللاجئين، ويجب أن يكون التركيز على المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والمفاجأة وإغلاق مخارج مخيمات اللاجئين بطريقة تجعل من الصعب على المقاومين الانسحاب.

ويعمل الجيش الإسرائيلي في هذه المخيمات بقوات كبيرة لتقليل الأذى الذي يلحق بالجنود، كما فعل في العملية في مخيم جنين للاجئين، لكن يجب عليه إتقان أساليب عمله.

على الجيش الإسرائيلي أن يتصرف حسب الأولويات، يوصي مسؤولون أمنيون كبار بالبدء من مخيم نور شمس للاجئين الواقع على المحور الرئيسي من مدينة نابلس إلى مدينة طولكرم، حيث يخرج الشباب لإلقاء الحجارة على المركبات الإسرائيلية التي تسير على المحور وكذلك الخلايا المقاومة التي تنفذ عملية إطلاق نار في منطقة طولكرم.

وبحسبهم، علينا الآن التركيز على هذا المخيم، وفرض حظر تجول مفاجئ عليه، والدخول بقوات كبيرة، والتعامل بدقة مع تدمير البنية التحتية للمقاومة، والقضاء على المعامل الخاصة بالمتفجرات التي يتم فيها تصنيع العبوات الناسفة الكبيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن الخلافات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي حول موضوع الإصلاح القانوني تشجع المنظمات الفلسطينية بشكل كبير، وهم مقتنعون بأن الجيش الإسرائيلي في طريقه إلى التفكك وأن هذا هو الوقت المناسب لزيادة العمليات في الضفة الغربية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين؛ لذلك من الأهمية بمكان أن يأخذ الجيش الإسرائيلي زمام المبادرة ويتصرف بسرعة وبشكل مفاجئ ضد المقاومة في الضفة الغربية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023