موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
المؤسسة الأمنية قلقة للغاية بشأن ما يحدث في مخيم جنين للاجئين، بعد حوالي شهر فقط من عملية الجيش الإسرائيلي في المخيم، للقضاء على البنية التحتية للمقاومة.
حيث نشرت السلطة الفلسطينية نحو 600 عنصر أمني في مدينة جنين، لكنهم لا يجرؤون على دخول المخيم حيث يوجد نحو 150 مسلحًا من الفصائل المختلفة، والجسم الرئيسي هو "كتيبة جنين" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
اعتقلت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عدة مسلحين في مدينة جنين وقرية جبع المجاورة، بتهمة إشعال النار في مركز شرطة السلطة الفلسطينية في قرية جبع، لكنها امتنعت عن اعتقال المسلحين الذين نفذوا عمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
أعلنت كتيبة العياش، وهي مجموعة جديدة تابعة لحركة حماس في منطقة جنين، في 27 تموز، إطلاق صاروخ باتجاه مستوطنة رام أون الإسرائيلية في منطقة جلبوع، ردا على اقتحام الوزير إيتمار بن غفير ومئات اليهود المسجد الأقصى.
عثر الجيش الإسرائيلي على بقايا الصاروخ في الأراضي الفلسطينية، وهي مجموعة تحاول إنشاء بنية تحتية جديدة لإنتاج الصواريخ في منطقة جنين، هذه صواريخ بدائية في هذه المرحلة، لكن الأمر يتعلق فقط الوقت حتى تصلهم التكنولوجيا من قطاع غزة.
لم يتمكن الشاباك بعد من تحديد مكان أعضاء هذه الخلية، الذين أطلقوا بالفعل صواريخ على "إسرائيل" عدة مرات.
تحاول المنظمات الفلسطينية، بقيادة إيران، فتح جبهة جديدة ضد "إسرائيل" من أراضي الضفة الغربية، لإطلاق الصواريخ باتجاه المدن الرئيسية في "إسرائيل"، لذلك من المهم جدًا أن تقوم "إسرائيل" بإحباط هذه المحاولات، بينما هم لا يزالون في بدية العمل عليها.
يقول مسؤولون أمنيون كبار في "إسرائيل" إنه بالنظر إلى الأداء الضعيف للسلطة الفلسطينية، في الحرب ضد المقاومة في منطقة جنين، فإن عودة الجيش الإسرائيلي إلى العمل في المنطقة ليست سوى مسألة وقت.
أمر المستوى السياسي الجيش الإسرائيلي، بعد العملية في مخيم جنين للاجئين، بتجنب دخول منطقة جنين للسماح لقوات السلطة الفلسطينية بالعمل ضد المقاومة، لكن السلطة الفلسطينية لا تظهر العزم اللازم، عملية استعادة سيطرتها في جنين محدودة للغاية، وبدأت الجماعات المسلحة داخل مخيم جنين في ترميم البنية التحتية للمقاومة، التي دمرها الجيش الإسرائيلي وتستعد لجولة أخرى من القتال.
كان هذا تقييم الجيش الإسرائيلي منذ البداية، عملية واحدة كبيرة لا تكفي لوقف المقاومة في مخيم جنين للاجئين، وهناك حاجة ملحة لمواصلة الضغط على الجماعات المسلحة بشكل مستمر، لمنعها من إعادة بناء البنية التحتية المدمرة.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية التي يحتفظ بها الشاباك، فإن الفصائل المسلحة في مخيم جنين، عادت لإنتاج عبوات ناسفة كبيرة ودفنها في ممرات وجمع أسلحة، ونشرت حركة حماس شريط فيديو، يظهر معملًا لإنتاج المئات من عبوات ناسفة صغيرة يتم إلقاؤها على جنود الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى صور نفق هجومي داخل المخيم ادعت المنظمة أنه تم استخدامه للقتال ضد الجيش الإسرائيلي، الذي دخل المخيم قبل حوالي شهر.
قرار العودة إلى العمل عسكريا في منطقة جنين هو قرار المستوى السياسي، الذي يحاول السماح للسلطة الفلسطينية بالتصرف لاستعادة الحكم في المنطقة، ونية المستوى السياسي تقوية السلطة الفلسطينية ومكانتها.
ومع ذلك، يجب على السلطة الفلسطينية أن تساعد نفسها أيضًا، إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية يريد حقًا استعادة السيطرة الأمنية في منطقة جنين، فعليه مواجهة النواة الصلبة للمطلوبين المسلحين في مخيم جنين للاجئين، فلا مفر منه.
من المحتمل أن يتم جر الجيش الإسرائيلي إلى العمل داخل مخيم جنين للاجئين، إذا تجددت العمليات ضد "إسرائيل" من هناك، في الوقت الحالي ينخرط المسلحون هناك في ترميم البنية التحتية العسكرية، لكن هذه مسألة وقت فقط حتى استئناف الهجمات.
من المهم جدا أن ينسق الجيش الإسرائيلي أنشطته في منطقة جنين مع السلطة الفلسطينية، التي ترفض الادعاءات ضدها بأنها لا تحارب المقاومة، وتدعي مصادر في حركة فتح أن السلطة الفلسطينية ستعمل في جنين، بمزيد من التصميم ضد المسلحين بعد جلسة المصالحة بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، في 30 من الشهر الجاري.
يحاول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كسب الوقت وتجنب المواجهة مع المسلحين، ويبحث عن طريقة لإلقاء اللوم على "إسرائيل" في إخفاقات السلطة الفلسطينية.