بايدن ونتنياهو في عجلة من أمرهما للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الأمريكية - لكن السعوديين "يأخذون وقتهم"

يسرائيل هيوم

شاحر كليمان


في الأيام الأخيرة، أعربت "إسرائيل" والولايات المتحدة عن تفاؤلهما بإمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، لكن الرسائل من الرياض تهدئ الحماس قليلاً.

في حين أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لديهما فترة زمنية محددة للتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات، فإن الرسالة السعودية هي أن ولي العهد محمد بن سلمان "لديه وقت".

الأمير، بالطبع، ليس لديه انتخابات في المستقبل القريب، وإذا توفي والده، فإن هذا سيجعل مهمة التطبيع أسهل بالنسبة له، وتجدر الإشارة إلى أن الملك سلمان هو أحد العقبات الرئيسية أمام مثل هذه الصفقة، والسبب: دعمه لموقف الرياض التقليدي الداعي إلى إقامة دولة فلسطينية في إطار المبادرة العربية، قبل إقامة علاقات رسمية مع "إسرائيل".

علاوة على ذلك، فإن التقييم في الرياض هو أنه يمكن تحقيق مكاسب أكبر من خلال اتفاق مع رئيس جمهوري، بينما في الحزب الديمقراطي الأمريكي قد تكون هناك معارضة لنقل الأسلحة المتقدمة والمساعدة في إنشاء برنامج نووي مدني إلى المملكة العربية السعودية، وهي دولة متهمة بارتكاب انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، فمن المتوقع أن تتقدم الإجراءات بسهولة أكبر مع الجمهوريين.

إلا أن الصحفي السعودي بندر دوشي من قناة "العربية" قال إن الخيار الأفضل هو فوز مرشح جمهوري وليس فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، لأن سلوكه -حسب قوله- يضعف الولايات المتحدة: "السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيحدث إذا عاد ترامب إلى السلطة؟".

في الواقع، ستكون فترة ولايته أسوأ من الفترة السابقة من حيث الفضائح والشؤون، وسيكون رئيسًا ضعيفًا، محاطًا بالتحقيقات ومهاجمًا من قبل وسائل الإعلام، اليسار سيتظاهر في الشوارع وسيكون هناك حالة من الفوضى مثل الفترة السابقة".

لذلك، فإن الخيار الوسيط بالنسبة له هو استمرار ولاية بايدن، حيث "تمكن السعوديون من ترويض الديموقراطيين".

من كلام المقربين من البيت الملكي، يبدو أن المملكة العربية السعودية تدرك أيضًا تركيبة الائتلاف الحالي في "إسرائيل"، والتي تمنع نتنياهو من الترويج لخطوات مهمة لصالح السلطة الفلسطينية، وبالتأكيد عملية سياسية.

لذلك، بالنسبة لهم، يكفي في هذه المرحلة أن تكون الكرة في ملعب تل أبيب؛ مما يمنعها -على سبيل المثال- من توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، أو فرض السيادة على أجزاء من المنطقة.

وهكذا -على سبيل المثال- كتب فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، وهي وسيلة إعلامية مملوكة بشكل غير مباشر للحكومة السعودية، في مقال أن الاتفاق يمكن أن يكون عاملاً مقيدًا لـ "مجانين اليمين المتطرف" في حكومة نتنياهو"، الأمر الذي سيضمن أيضًا إقامة دولة فلسطينية.

مثل المعلقين السعوديين الآخرين، يحرص عباس على التأكيد على أن الترتيب فيما يتعلق بالبيت الملكي يأتي من الأسفل إلى الأعلى، أول خطوات جادة ومرضية لـ"إسرائيل" تتخذها - وعندها فقط يصبح التطبيع حقيقة ممكنة على الإطلاق.

وتجدر الإشارة إلى أن عباس وداوشي، مثل غيرهما من الكتاب في السعودية، يؤكدان أن هذا ليس "موقفاً رسمياً"، ومع ذلك، ليس من المعتاد في المملكة السماح للصحفيين بالتحدث عن مثل هذه القضايا دون توجيه من الحكومة.

سبب آخر لتأخير إمكانية التوصل إلى اتفاق يتعلق بالإيرانيين، وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس فقط، أن التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" قد "يقوض السلام والاستقرار في المنطقة".

وقال إن الاتفاقات الأخيرة مع الدول العربية شجعت "إسرائيل" على "مواصلة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني".

لم تعلن طهران والرياض عن تجديد العلاقات بينهما إلا في آذار/مارس بعد سبع سنوات من الانفصال.

الاتصال بإيران ضروري لابن سلمان بشكل أساسي للوصول إلى نهاية ملحمة الحرب في اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران.

وبالتالي، في هذه المرحلة، من المشكوك فيه أن يكون على استعداد للمخاطرة بالقناة الدبلوماسية مع طهران.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023