السلطة الفلسطينية تعارض اتفاق التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


تتابع السلطة باهتمام كبير المنشورات في وسائل الإعلام، حول الاتصالات بين إدارة بايدن والسعودية بشأن صفقة ثلاثية جديدة، يتم في إطارها توقيع اتفاقية تطبيع بين السعودية و"إسرائيل".

ولم ترد السلطة الفلسطينية حتى الآن على هذه المنشورات، من أجل عدم الإضرار بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية، ومن التقدير أن هذه الصفقة ليست مناسبة حاليًا لسببين:

تقدر السلطة الفلسطينية أن ولي العهد السعودي يحفظ الصفقة للإدارة الأمريكية المقبلة، وأنه سيمتنع عن منح الرئيس بايدن هدية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن اتهم الرئيس بايدن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالمسؤولية عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا وأهانه والسعودية.

وفقًا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، تلقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعدًا شخصيًا من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بأنه لن يتم توقيع اتفاقية تطبيع بين السعودية و"إسرائيل" إلا بعد التزام "إسرائيل" بقيام دولة فلسطينية مستقلة على طول خطوط 67، تكون شرقي القدس والمسجد الأقصى عاصمتها تحت السيادة الفلسطينية الكاملة.

تأمل السلطة الفلسطينية أن يضغط الرئيس بايدن على المستوى السياسي في "إسرائيل"، للموافقة على مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وبحسب مصادر السلطة الفلسطينية، فإن السعودية تطالب الولايات المتحدة بأن تتخذ "إسرائيل" سلسلة من الخطوات العملية على الأرض، تمنع إمكانية ضم الضفة الغربية لـ"إسرائيل"، مثل تجميد بناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، وكذلك نقل مساحات كبيرة من منطقة "ج" في الضفة الغربية إلى منطقة "ب" أو منطقة "أ"، كما هو منصوص عليه في اتفاقيات أوسلو.

قال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يتوقع أن تطلب المملكة العربية السعودية رسميًا، من الولايات المتحدة قبول "إسرائيل" لمبادرة السلام العربية، التي كانت في الأصل مبادرة سلام سعودية، بحيث يمكن دفع المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" التي وصلت إلى طريق مسدود.

وتقول مصادر في السلطة الفلسطينية إنه بدون حدوث ذلك، ستكون السعودية الخاسر الأكبر من الصفقة الثلاثية، وسيتهمها العالم العربي والإسلامي بالخيانة وبيع المشكلة الفلسطينية.

وفقًا لهم، لا يمكن للمملكة العربية السعودية الاعتماد على الولايات المتحدة لحمايتها، حتى الرئيس ترامب لم يفعل شيئًا بعد أن هاجمت إيران منشآت النفط السعودية، بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار دقيقة في 14 سبتمبر 2019.

لذلك، تقول المصادر، إن السعودية بحاجة إلى توثيق علاقاتها مع أطراف دولية أخرى، ذات وزن وقدرة مثل الصين وروسيا.

ويقول مسؤولون كبار في حركة فتح إن اتفاق التطبيع بين السعودية و"إسرائيل"، خلافا للموقف الفلسطيني سيعقد العلاقات بين السعودية ومحور المقاومة الذي تقوده إيران.

جددت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران قبل بضعة أشهر من خلال وساطة الصين، لكن إيران تعارض أي اعتراف بـ"الكيان الصهيوني" وتطوير العلاقات معه، وهو مصير السعودية، يقول مسئول كبير في حركة فتح، قد يكون مصيرها كمصير مصر بعد أن وقعت اتفاقيات كامب ديفيد مع "إسرائيل"، وأهملت القضية الفلسطينية.

تأمل السلطة الفلسطينية أن ترفض الحكومة اليمينية في "إسرائيل" شروط المملكة العربية السعودية، وأن مجلس الشيوخ الأمريكي لن يوافق على مسودة الاتفاقية.

تدعي السلطة الفلسطينية أن مثل هذا الاتفاق لن يؤدي إلا إلى تعقيد الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط، وزيادة سيطرة الولايات المتحدة و"إسرائيل" وإدامة المشكلة الفلسطينية، وإذا شعر محمود عباس أن هذه الاتفاقية ستتحقق بالفعل، فسوف ينكسر صمته ويخرج بكل قوته ضد الاتفاق.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023