يسرائيل هيوم
أرائيل كهانا
نشر وزير الخارجية الإسرائيلية، إيلي كوهين، مقالاً غير عادي، صباح اليوم (الأربعاء)، في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حول إمكانية السلام بين "إسرائيل" والسعودية.
واستنادًا إلى انطباعات الزيارة الأخيرة لكوريا الجنوبية، يقدم كوهين اقتراحًا حول كيفية التوفيق بين مطالبة المملكة العربية السعودية بتطوير بنية تحتية نووية للاحتياجات المدنية، ومعارضة "إسرائيل" التاريخية لإدخال أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط.
اختار كوهين عمدًا مخاطبة صناع القرار في الولايات المتحدة، حيث إن واشنطن هي من يتخذ القرار، وكيفية الاستجابة للمطالب السعودية.
في جوهر الأمور، يقترح كوهين تبني النموذج الكوري في الشرق الأوسط عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية.
في إطارها الولايات المتحدة هي التي ستوفر مظلة نووية للسعودية التي تخاف من إيران، مثلما تزود كوريا الجنوبية المهددة من قبل القوة النووية لكوريا الشمالية.
سيسمح مثل هذه التسوية للسعوديين باستعراض مطالبهم بتطوير بنيتهم التحتية النووية، وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية لديها -منذ فترة طويلة- اتفاقية نشطة مع باكستان، والتي بموجبها تعود ملكية بعض القنابل النووية التي تحتفظ بها إسلام أباد وتم تطويرها بأموال سعودية.
فيما يلي النقاط الرئيسية لاقتراح كوهين في المقال:
"في غضون أسابيع قليلة سنحتفل بمرور ثلاث سنوات على توقيع اتفاقات إبراهيم التي غيرت علاقات "إسرائيل" مع الدول العربية، ولديها القدرة على تغيير الشرق الأوسط بأكمله، وتحويله من منطقة صراع وعنف إلى منطقة استقرار وازدهار.
منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم، وحتى أكثر من ذلك، في الأشهر الستة الماضية منذ بدء حكومة نتنياهو، تبذل دولة "إسرائيل" جهودًا كبيرة لتوسيع اتفاقيات السلام والتطبيع إلى دول عربية وإسلامية إضافية.
تمثل هذه المحاولات، من بين أمور أخرى، روح إعلان استقلال دولة "إسرائيل" الذي ينص على أن "إسرائيل" تمد يدها للسلام وحسن الجوار لجميع جيرانها.
لا شك أن أحد أهم أهداف عملية توسيع اتفاقيات السلام والتطبيع هو تحقيق التقدم والسلام بين "إسرائيل" والسعودية.
إن انضمام المملكة العربية السعودية، كدولة مهمة ومركزية في الأمة العربية والإسلامية، سيكون إضافة مهمة وحتى حاسمة لاستقرار وازدهار الشرق الأوسط، وسيجلب المزيد من الدول للانضمام إلى اتفاقيات السلام.
في الأشهر الأخيرة، كنا نبذل جهودًا هائلة، مع حلفائنا الأمريكيين، لمحاولة تحقيق الإنجازات والتقدم على طريق السلام بين "إسرائيل" والمملكة العربية السعودية.
وكجزء من هذه الجهود، قدمت المملكة العربية السعودية عددًا من المطالب من الولايات المتحدة، والتي تعتبر، من وجهة نظرها، المفتاح لإحراز تقدم في عملية التطبيع مع "إسرائيل".
هذه المطالب، معظمها، تتعلق بالتعامل السعودي مع التهديد الإيراني لها، وقدرة السعودية على الدفاع عن نفسها ضد هذا التهديد.
تظهر هذه المطالب بطريقة مهمة أن القيادة في المملكة العربية السعودية تدرك جيدًا أن "إسرائيل" ليست تهديدًا للمملكة العربية السعودية، وأن العدو الحقيقي للسعوديين هو نظام آية الله الإيراني الذي يحاول تصدير الثورة الإسلامية الشيعية في جميع أنحاء بلدان الشرق الأوسط من خلال العنف والـ"إرهاب" وتطوير القدرات النووية العسكرية التي ستؤدي إلى عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط برمتها، وستكون إحدى النتائج الفورية لوصول إيران إلى القدرة النووية حدوث سباق تسلح نووي إقليمي.
لن تتمكن دول مثل المملكة العربية السعودية، ودول الخليج الغنية، ومصر، وتركيا، ودول أخرى في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، من السماح لنفسها بمواجهة إيران النووية دون استجابة دفاعية كافية.
من ناحية أخرى، هذا رد منطقي للغاية على حقيقة أن نظام آية الله الإيراني سيكون لديه أسلحة نووية ليهدد بها جيرانه، الدول السنية في الشرق الأوسط، ويدفع الثورة الإسلامية إلى الأمام.
من ناحية أخرى، سيؤدي سباق التسلح هذا إلى زعزعة استقرار المنطقة تمامًا وقد يدفع الشرق الأوسط بأكمله إلى الحرب.
تم العثور على حل لهذه المعضلة في الواقع في شرق آسيا، فلقد زرت كوريا الجنوبية مؤخرًا ووصلت إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل كوريا الجنوبية عن كوريا الشمالية.
من أكثر الأماكن توتراً في العالم التي تفصل بين العالم الغربي والديمقراطي عن الدكتاتورية المظلمة والقاتلة.
كوريا الجنوبية هي واحدة من الدول الوحيدة في العالم التي لا تبعد مسافة صفرية عن التهديد النووي الفعلي على حدودها، وعلى الرغم من التهديد النووي لها، وعلى الرغم من حقيقة أن كوريا الجنوبية قوة اقتصادية وتكنولوجية وعلمية يمكنها بسهولة توجيه الموارد اللازمة لتطوير قدراتها النووية، قررت كوريا الجنوبية عدم اختيار هذا المسار.
سبب الاختيار هو مظلة الحماية التي منحتها لها الولايات المتحدة، وهي شهادة تأمين لكوريا الجنوبية ضد التهديد النووي من الشمال.
حل المظلة الدفاعية الأمريكية يمكن أن يناسب الدول المعتدلة في الشرق الأوسط والسعودية ودول الخليج في مواجهة التهديد الإيراني، ويمنع الحاجة إلى تطوير قدرات نووية مستقلة.
ويمكن أن يؤدي هذا الحل أيضًا إلى استقرار إضافي في المنطقة ودفع عملية السلام والتطبيع التي ستؤدي إلى تعزيز الاستقرار من جهة، وتشكيل جبهة من الدول السنية المعتدلة، إلى جانب "إسرائيل"، في مواجهة محاولات إيران السيطرة على الشرق الأوسط كجزء من الثورة الإسلامية.
هذا الحل ليس بديلاً عن الجهود المتواصلة للمجتمع الدولي و"إسرائيل" لمنع نظام آية الله الإيراني من الحصول على قدرات عسكرية نووية.
إن السبيل إلى تحقيق ذلك هو من خلال الضغط الاقتصادي والدبلوماسي الدولي وتهديد عسكري ذي مصداقية سيجبر النظام الإيراني على إعادة حساب مساره، ووقف السباق نحو قنبلة نووية بشكل نهائي.