نتنياهو هو المسؤول الأول عن العنصرية

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات



السعي وراء العلوية (الأفضلية) اليهودية، وظلم المجتمع العربي في إسرائيل وتعميق الاحتلال هو مشروع بنيامين نتنياهو الأساسي (مشروع حياته). 

وكان شعار حملته الانتخابية الأولى هو "نتنياهو جيد لليهود"، وكوزير للمالية في حكومة شارون، أعلن: "لدينا مشكلة ديموغرافية، لكنها ليست مركزة على عرب فلسطين، بل على عرب إسرائيل".

 وعندما عاد إلى القيادة عمل على تطبيق الأيديولوجية العنصرية. في البداية بالحد من التعبير السياسي للمجتمع العربي، ثم بعد ذلك من خلال الادعاء الكاذب بأن "العرب يتجهون إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة" وبسن قانون القومية، الذي أرسى العلوية اليهودية في القوانين الأساسية.


ويعتقد نتنياهو أن زرع الكراهية للعرب يجند "القاعدة" من خلفه ويبعد اليسار عن السلطة، وكان هذا هو الحال أيضا عندما أدار حملة "أبو يائير" في البلدات العربية، خلال الفترة القصيرة لحكومة التغيير، عاد نتنياهو إلى العنصرية الكاملة، متهماً الثنائي بينيت - لبيد بنقل المليارات إلى داعمي "الارهاب".


في فترة ولايته الحالية، يقود سياسات تمييزية وعنصرية على جانبي الخط الأخضر، حكومته غير مبالية بموجة القتل في المجتمعات العربية وسيطرة المنظمات الإجرامية على حياة مئات الآلاف من المواطنين. وتنفي وجود إرهاب يهودي في الضفة الغربية، وهو ما يشجعه أعضاء التحالف علانية، وقد برر المبادر بالانقلاب، ياريف ليفين، ذلك بالقول إن "العرب يشترون شققًا في الجليل ويجعلون اليهود يرحلون"، وضمنًا، فإن سحق المحكمة العليا سيجعل من الممكن منع ذلك. 

قانون لجان الاستقبال 2 اتخذ خطوة كبيرة في اتجاه ابعاد العرب عن المستوطنات اليهودية، وقائمة القوانين المعادية للعرب في طور الانجاز البرلماني ما زالت طويلة.


لطالما اعتاد نتنياهو الاختباء خلف شركائه وأفراد عائلته في قرارات لا تحظى بشعبية، ففي الفترة الحالية، مقاولو التنفيذ لقمع العرب هم  المتطرفون بتسلئيل سموتريش وإيتامار بن غفير. 

كما يرفض المتطرف سموتريتشتحويل الميزانيات الأساسية للسلطات المحلية العربية ونتنياهو يسانده بصمته، حتى لو تصرف في الظلام لتحويل الأموال، رسالته إلى خُمس الإسرائيليين، والملايين الآخرين الخاضعين لسيطرتها، هي أن حياتهم ورفاهيهتم "ليست من أولويات الحكومة"، بحسب سموتريتش، الذي يقول الحقيقة؛ لأن وراء كل عنصري فخور يخفي الحاكم الذي يمنحه الدعم والتشجيع.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023